الواقدي بإسناده إلى عكرمة وابن عباس وعن عطا أنّ المراد بقوله : (لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى) (١) المراد به صاحب النخلة ، وإذا كان كذلك فادّعاء الإجماع باطل.
سلّمنا ، لكن لا نسلّم أنّ أبا بكر ليس عليه نعمة تجزى ، وقولكم : «نعمة الإرشاد لا تجزى» ممنوع ، نعم جزاؤها لا يكون مساويا لها في الفضل ، وذلك لا يرفع أصل الجزاء.
سلمنا ، لكن نمنع أنّه لم تكن عليه نعمة سوى الإرشاد ، فإنّه وأباه كانا يعيشان على سماط بن جذعان.
سلّمنا ، لكن نمنع أنّ الأتقى أفعل التفضيل ؛ لجواز أن يكون بمعنى التقي ، فإنّه جاء كثيرا في الشعر وإلّا لكان أتقى من كلّ المؤمنين ، فيكون أتقى من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهو باطل ، وإذا كان بمعنى التقي لا يلزم أفضليته ؛ لأنّ المراد من قوله «أتقاكم» أي أتقى من جميع المؤمنين وهو النبيّ صلىاللهعليهوآله.
فإن قلت : لم لا يجوز أن يكون المراد بعض المؤمنين؟ فيكون أتقى أفعل التفضيل.
قلت : محال لا يكون أفضل من علي عليهالسلام لجواز أن لا يكون علي عليهالسلام من ذلك البعض. على أنّا نقول : من الرأس لا نسلّم أنّ الأتقى للموصوف في الآية الأولى هو الأتقى المشار إليه في الآية الأخرى ، حتّى يكون الأوسط متّحدا في القياس ؛ لجواز أن يكون مباينا له.
سلّمنا ، لكن منطوق قوله : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (٢) يدلّ على أنّ كلّ من كان أكرم عند الله فصفة (٣) الأتقى ثابتة له ، لا على أنّ كلّ من كان أتقى فهو أكرم ؛ لما ثبت في المنطق أنّ الموجبة الكلية لا تنعكس كنفسها.
وعن الثاني بالمنع من صحّته ؛ فإنّه بالاتفاق ليس من الصحاح المتّفق عليها عندهم ، وعلى تقدير صحته فهو من الآحاد.
__________________
(١) الليل ٩٢ : ١٥.
(٢) الحجرات ٤٩ : ١٣.
(٣) فضيلة ـ خ : (آ).