قدّس الله روحه حواش كثيرة عليه كلّها بخطّه قدسسره ، كتبها حين تدريسه الكلام خارجا على طلاب مجلسه الشريف ، وكان عنوان الدرس كتاب النافع يوم الحشر ، ونسأل الله تعالى أن يوفّقنا لجمعها وتدوينها في مجلّد واحد ليعمّ نفعها.
وهذا كتابه كنز العرفان في فقه القرآن رزق من الشهرة والرغبة بين الشيعة والسنة بالبحث والتطلع عليه ما لم يرزق غيره من الكتب المؤلّفة في آيات الأحكام.
قال سيدنا الأستاذ العلّامة المرجع الشهير السيّد شهاب الدين النجفي المرعشي أدام الله تعالى ظلّه في مقدّمة مسالك الأفهام : «للفاضل الجواد الكاظمي قدسسره عند كلامه عن المصنّفين في آيات الأحكام من علمائنا الإمامية رضوان الله عليهم ومنهم : العلّامة الشيخ أبو عبد الله المقداد ... له كنز العرفان ... وعندي أنّه مع وجازته من أحسن ما دوّن بين كتب الفريقين في هذا الشأن ، وقد طبع مرارا ، ورأيت ترجمته بالفارسية والاردوئية» (١) انتهى.
وليس هذا الاعتناء من العلماء على هذا الكتاب إلّا لفضل مصنّفه الباهر وعلمه المتدفّق وبيانه القاهر وقلمه السيّال وتحقيقاته الفائقة وتدقيقاته العميقة وكثرة فوائده العامّة وعوائده الكاملة.
فطلّاب العلم وروّاد الفضل اغترفوا في بحر فضله العميق ، واعترفوا بتقدّمه في العلوم واستفادوا من تصانيفه الممتعة منذ عصره إلى اليوم طيلة هذه القرون ، فهو في غنى عن إطراء الواصفين وثناء المادحين. كيف وقد عرفت أنّ في تصانيفه من الدلالة على غزارة علمه وجلالة قدره ونبالة أصله وسطوع فضله في مقام الفقاهة والاجتهاد والاستنباط ما لا يمكن إنكارها.
وقد وصفه كلّ من تعرّض لترجمته أو اكتفى بذكر اسمه الشريف ـ كما مرّت عباراتهم ـ بأوصاف التحقيق والتدقيق وصرّحوا بكونه من العلماء المحقّقين ومن المتكلّمين المدقّقين. وفي تعبيراتهم عنه في كتبهم ب «الفاضل المقداد» وفي الكتب الفقهية غالبا ب «الفاضل السيوري» وفي اعتنائهم بآرائه ونظرياته في المسائل الفقهية والمباحث العلمية الكلامية دلالة واضحة على
__________________
(١) مسالك الأفهام ، ج ١ ، ص ٩.