وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ) (١) وغيرها.
قالوا : لو أمكن لكان كرة ، لأنّه الشكل الطبيعي ، فيلزم اجتماع كرتين فيحصل بينهما خلاء ، وهو محال وإلّا لكانت الحركة مع العائق (٢) كالحركة مع عدمه ، وهو باطل.
بيان الملازمة : أنّ الحركة تستدعي زمانا ضرورة ، فلو فرضنا حركة تقطع مسافة خالية عن معاوق في زمان ومع المعاوق في مثليه ، ثمّ فرضنا معاوقا آخر أرقّ من الأوّل تكون نسبته إليه على النصف ، فيكون معاوقته كذلك ، فيقطع المسافة معه في نصف زمان الأوّل ، وذلك زمان الخلوّ عن المعاوقة ، فيتساويان وهو باطل.
ولأنّه يلزم وجود أرض أخرى مساوية لهذه فيكون مركزا في عالمها ، مع أنّه يكون لها ميل إلى مكان هذه وإلّا لما كانت مساوية لها ، فيكون لتلك مكانان طبيعيان ، وهو باطل وإلّا لكان المطلوب المتروك طبعا متروكا طبعا.
والجواب عن الأوّل بالمنع من الكرية ، وبتقديره نمنع (٣) استناده إلى الطبيعة كما تقدّم. سلّمنا لكن جاز تعدّد آثارها لتعدد الشروط. سلّمنا لكن نمنع استحالة الخلاء ، وقد تقدّم دليل امكانه ، وقولهم : «يلزم تساوي زمان العائق وعدمه» ممنوع ، فإنّا لا نسلّم وجود المعاوق الثاني كما وصفتم ..
وبيانه : أنّ الحركة تستدعي لذاتها قدرا معيّنا من الزمان ، فلا بدّ لها من قدر آخر بسبب المعاوق الأرقّ ، فيستحيل مساواته لزمان خلوّها عن المعاوق. هذا مع أنّا إذا رفعنا الصحفة (٤) الملساء عن مثلها رفعا متساويا (٥) ، فإنّ أوّل زمان الرفع يكون الوسط خاليا ، وهو ظاهر.
وعن الثاني بالمنع من أنّ التخصيص للطبيعة بل للفاعل المختار. سلّمنا لكن جاز
__________________
(١) يس ٣٦ : ٨١.
(٢) المعاوق ـ خ : (آ).
(٣) يمتنع ـ خ : (آ).
(٤) الصحفة ـ خ : (د).
(٥) مستويا ـ خ : (آ).