وجرت هذه السيرة بينهم إلى اليوم ، فإنّ العلماء يروون الأخبار والأحاديث والكتب والتصانيف قراءة أو سماعا أو إجازة خاصّة وعامّة ، عن مشايخهم وأساتيذهم بطرقهم المتّصلة إلى أرباب الكتب والمصنّفات. وهذا ديدنهم وسيرتهم في رواية جميع العلوم ولا سيما في رواية الكتب الأربعة والكتب المتأخّرة : الوافي والوسائل والبحار ، وسائر كتب الحديث والفقه والتفسير والكلام وبقية العلوم الإسلامية مطلقا ، فإن وجد كتاب لم يكن لنا طريق إلى روايته عن مؤلّفه كرجال الضعفاء المنسوب لابن الغضائري (١) (ره) ، وكتاب فقه الرضاعليهالسلام المنسوب إلى الإمام عليهالسلام يعدّ ضعيفا والنقل عنه وجادة لا رواية مسندة كما هو مشروح في كتب دراية الحديث ، ولذلك ـ واقتداء بالسلف الصالح واقتفاء بآثارهم ـ نذكر الطرق إلى رواية هذا الكتاب عن مؤلّفه العلّامة المفضال الفاضل المقداد قدّس الله روحه.
ومشايخي قراءة وسماعا وإجازة كثيرون ، ولكنّي أكتفي هنا بذكر عدّة من شيوخ إجازتي من الأساتذة الأعلام وكبراء الدين وعظماء الملة قدّس الله أسرار الماضين منهم وأدام الله ظلال الباقين.
ونذكر أسماءهم الشريفة على حسب تاريخ صدور الإجازات منهم في حقّي ، وليس في التقديم بالذكر والتأخير فيه إشارة إلى شيء من المراتب والمقامات العلمية في حقّهم أصلا.
والله على ما أقول وكيل ، وهو حسبي ونعم المولى ونعم النصير.
فأقول : إنّي أروي هذا الكتاب عن مؤلّفه الفاضل المقداد السيوري قدسسره بحقّ إجازتي عن جمع من مشايخي العظام وروايتي عن أساتيذي الكرام :
١) منهم : شيخنا البحّاث الأكبر الشيخ «آقا بزرك» الطهراني صاحب الذريعة وطبقات أعلام الشيعة وغيرهما من المؤلّفات النفيسة عن مشايخه الأعلام ، بطرقهم المذكورة في المشيخة الإسناد المصفّى المطبوعة سنة ١٣٥٦ في النجف ، وشيخنا هذا هو أول من أجازني في الرواية عنه ، وذلك في سنة ١٣٥٧ قبل مهاجرتي لتحصيل العلوم الدينية إلى قم والنجف الأشرف.
__________________
(١) بل هو موضوع مختلق لا اعتبار له أصلا ، انظر إلى ما حقّقه شيخنا في الذريعة ، ج ٤ ، ص ٢٨٨ وج ١٠ ، ص ٨٨.