وعلم الكلام من بين هذه العلوم كاشف عن أستار الجبروت ومطّلع على مشاهدات الملك ومغيّبات الملكوت ، وفارق بين أهل الهداية والضلالة ومطّلع على صفات المختارين للرسالة والإمامة ومبيّن أحوال السعداء والأشقياء يوم القيامة.
وقد صنّف العلماء في ذلك الجمّ الغفير وبالغوا في تنقيح مسائله بالتقرير والتحرير ، فأحببت مزاحمتهم في التقرّب إلى ربّ الأرباب والفوز بوافر الأجر وجزيل الثواب ، بتحرير كتاب جامع لغرر فرائد العلم المشار إليه وتقرير نكت فوائد المعوّل فيه عليه ، وأرهف عزمي على ذلك التماس من عرفت الذكاء والتحصيل من شأنه ، واستنبت السعادة على صفحات وجهه وفلتات لسانه ، وتنزّل منّي منزلة ولدته الأرواح لا ولدته الأشباح مبالغا في الوقوف على أسرار هذا العلم الأسنى والتشوّق إلى الاطّلاع على دقائقه الحسنى ، فأجبت ملتمسه وصنّفت هذا الكتاب الموسوم باللوامع الإلهيّة في المباحث الكلامية معتمدا على الحقّ في سلوك طريق الصدق ، ورتّبته على لوامع.