إمّا وجود أو عدم ، وكذا اللازم فأقسامه أربعة.
ثمّ بسائطه إمّا علمية فتفيد علما أو ظنّية فتفيد ظنّا بصورة الدليل ، وقيل : لا تفيد شيئا. والمركّبة من العلم والظنّ قد تفيد علما كما في المحكمات وظنّا مع قيام احتمال الاشتراك والمجاز والإضمار والتخصيص والنسخ وعدم الوثوق بنقل الإعراب والتصريف واللغة ومع قيام المعارض العقلي ، إذ مع وجوده يجب تأويل غيره وإلّا لزم المحال أو ترجيح الفرع على أصله فيطرحان ، فكلّ ما يتوقّف عليه صحّة النقل كالقدرة والعلم لا يستدلّ عليه به وإلّا دار وما ليس كذلك يجوز كالتوحيد وسلب الرؤية.
ثمّ الاستدلال إمّا بالكلّي على الكلّي ويسمّى قياسا ، أو بالجزئي ويسمّى تمثيلا ، أو بالجزئي على الكلّي ويسمّى استقراء ، والأوّل إمّا أن تكون مقدّماته يقينية فتفيد يقينا ويسمّى برهانا (١) أو ظنية فتفيد استدراجا ويسمّى خطابة ، أو مشهورة ومسلّمة فيفيد إلزاما ويسمّى جدلا ، أو تخييلية فتفيد قبضا (٢) أو بسطا ويسمّى شعرا ، أو يكون شبيهة بالصادقة (٣) يفيد مناقصة وتبكيتا (٤) فإن استعملها المبرهن فمغالطة وإن استعملها المجادل فمشاغبة.
__________________
(١) مثال البرهان كقولك : السقف جزء من البيت ، وكلّ جزء أصغر من الكل ، فيكون السقف أصغر من البيت. ومثال الخطابة كقولك : فلان يطوف بالليل ، وكل من يطوف بالليل فهو سارق فيكون فلان سارقا. وللجدل مثالان : أحدهما ما يكون تركيب قياسه من المسلّمات عند الباحثين كقولك : أكل الميتة عند الاضطرار ارتكاب أمر ضروري ، وارتكاب الأمر الضروري مباح ، فيكون أكل الميتة مباحا. والثاني ما يكون قياسه مركبا من المسلّمات عند الخصم كقولك للمعتزلي : المختار في أفعاله خالق الأفعال ، وكلّ خالق الافعال شريك الباري في أفعاله ، فيكون المختار في أفعاله شريك الباري ـ م ك ر م ـ كذا في هامش نسخة : (د).
(٢) مثاله كقولك : هذا عسل ، وكلّ عسل مرّة مقيئة فيكون هذا مرّة مقيئة ، ومثال القياس الشعري المفيد بسطا كقولك : هذا خمر ، وكلّ ياقوتة سيّالة ، فيكون هذا ياقوتة سيّالا ، مثال المغالطة كقولك : الإنسان وحده كاتب ، وكلّ كاتب حيوان ، فيكون الإنسان وحده حيوانا ـ م ك ر م عفى عنه ـ عن هامش نسخة : (د).
(٣) بالمطابقة ـ خ : (آ).
(٤) تنكيبا ـ خ : (آ).