المؤمن والمطيع مقتضيا للايمان والاطاعة.
وجواب هذا السؤال : ان مراتب الوجود في الحيوان والانسان ، بل في النباتات والجمادات مختلفة ، وكل موجود محدود بحدود خاصة وهو في حده وجوده افضل من عدمه ، ولو كان بالاضافة الى سائر الوجودات ناقصا وقبيحا ، مثلا : وجود ترابي مع وجود بعض المعدنيات مثل الذهب والفضة يكون متفاوتا تفاوتا فاحشا ، لانه لا تترتب آثار المعدنيات على التراب ، وهذا لا يوجب كونه غير موجود ، ومخلوق وكذا العقرب وسائر الحيوانات وكل واحد منها في حدوده ومراتبه حاو نحوا من الوجود.
وبملاحظة حدود وجودها ، تختلف في الآثار والخواص ووجود كلها خير من عدمها. وكذا بنو آدم يختلفون بحسب الطبائع والملكات النفسانية وبحسب الذاتيات وحدود الوجود اختلافا فاحشا ، فلذا يكون بعضهم سيد المرسلين والآخر اشقى الاوّلين والآخرين كما اشير اليه في الحديث النبوي : «السعيد سعيد في بطن أمه والشقي شقي في بطن أمه» ولذا قيل ان الانسان جنس لانه يشتمل على انواع مختلفة بحسب السليقة والطبائع والبواطن والسرائر.
ولا يخفى ان هذا المطلب لا يقدح بالتكاليف ولا بصحتها لانا اذا رجعنا الى وجداننا وجدنا انفسنا في الافعال وارادتها قادرين على الفعل والترك ، وكل عاص حين العصيان بالوجدان يرى نفسه قادرا على فعل المعصية وعلى تركها ، وهذا بالاضافة الى الفعل ، بديهي.
واما بالنسبة الى الارادة ففيه مجال للكلام بين الاعلام ، ومن شاء الاختبار ، اي من اراد اختبار هذا المطلب ، فليرجع الى وجدانه في الافعال وفي ارادتها ، فسيرى نفسه فيها مختارا ، اي قادرا على فعلها وتركها مع ما هو عليه من صفاته النفسانية وملكاته النفسانية الفاضلة أو الخبيثة ، وقد طال فيه الكلام بين الاعلام ، وهذا المقدار عندي.
قوله : قلم اينجا رسيد وسر بشكست ... الخ لان وظيفة القلم تحرير مسائل