قوله : وهذا كما ترى ضرورة ان الصيغة ما استعملت في واحد منها بل لم ... الخ ولا يخفى ان هذه الأمور ليست معاني صيغة الامر لانها وضعت لانشاء الطلب ، ولكن قد يكون الداعي عليه البعث نحو المطلوب الواقعي ، وهو الغالب. وقد يكون الداعي عليه هو الترجي أو التمني أو التهديد أو التعجيز أو السخرية أو الانذار أو الاحتقار أو الامتنان أو الدعاء ، فصيغة الامر وضعت للطلب الانشائي وتستعمل فيه دائما بدواع مختلفة متعددة. ومن الواضح ان اختلاف الدواعي لا يوجب تعددا في مدلول صيغة الامر ، ولا مجازا فيها.
نعم غاية ما يمكن ان يقال في هذا المقام هو ان الصيغة موضوعة لانشاء الطلب ، لكن لا مطلقا حتى تكون جميع المعاني المذكورة حقيقة ، بل فيما اذا كان استعمالها بداعي البعث والتحريك نحو المطلوب ، لا اذا استعملت بداع آخر من الدواعي المذكورة ، فيكون انشاء الطلب بالصيغة لاجل البعث والتحريك للمكلف نحو المطلوب حقيقة ، وانشاؤه بها لاجل التهديد والتعجيز وغيرهما يكون مجازا ، وهذا غير استعمالها في التهديد والتكوين والدعاء وغيرها مستقيما ، بل استعملت في انشاء الطلب بداعي التهديد والدعاء وغيرهما مع الغاء قيد البعث والتحريك.
وعلى طبيعة الحال فان قلنا بوضعها لانشاء الطلب بداعي البعث والتحريك على نحو يكون الداعي المذكور قيدا في الموضوع له ، فاذا استعملت في انشاء الطلب بداعي التهديد والتحقير وبداعي التعجيز والارشاد وغيرها يكون مجازا لانها استعملت حينئذ في غير الموضوع له من باب الوضع للمقيد الخاص والاستعمال في غيره ، والعلاقة هنا هي علاقة المشابهة لان كلها انشاء الطلب ولكن الدواعي مختلفة متعددة كما لا يخفى.
سائر الصيغ الانشائية :
قوله : ايقاظ لا يخفى ان ما ذكرناه في صيغة الامر جار في سائر الصيغ الانشائية ... الخ هذا تمام الكلام في صيغة الامر واما حال سائر الصيغ الانشائية سواء كانت طلبية أم