موجود ، ولا يحتاج الزوج الى الجعل البسيط ـ اي جعل الوجود له بعد وجود الاربعة ـ ولا بالجعل التأليفي الذي هو مفاد كان الناقصة الذي هو وجود الشيء لا في نفسه ، وذلك نحو (زيد قائم) اي (كان زيد قائما) فوجود القيام ليس لاجل وجود نفس زيد بل لاجل قيامه في الخارج.
فلا يصح ان يقال ايضا اذا وجدت الاربعة جعلت الزوجية لها ، لانها قائمة بذاتها ومنتزعة عن نفسها وقائمة بشيئيتها ولا تقبل الجعل لا بسيطا ولا تأليفيا.
فلازم الماهية هو امر انتزاعي اعتباري ، منشأ انتزاعه واعتباره نفس الماهية مع قطع النظر عن وجودها هنا أو خارجا كالزوجية للاربعة ، فالمجعول في الحقيقة هو منشأ الاعتبار دون الامر الاعتباري وان نسب اليه الجعل بالعرض ، ولذا تكون الاربعة منقسمة بمتساويين ولا حاجة الى تشكيل الصغرى والكبرى ونقول انها زوج وكل زوج منقسم بمتساويين.
والثاني : لازم الوجود الخارجي كالاحراق للنار ، فان النار اذا تحققت في الخارج تكون محرقة لا ما اذا تصورناها في الذهن وإلّا لحرقت امعائي وقلبي وكبدي عند تصوري ايّاها ، فاذا وجدت النار في الخارج كان الإحراق لازما لها.
والثالث : لازم الوجود الذهني كالكلية للانسان ، فانا اذا تصورنا الانسان بانه حيوان ناطق فهو قابل الانطباق على كثيرين متفقين بالحقايق في جواب (ما هو) فالانسان كلي في عالم الذهن فقط وجزئي في عالم الخارج ، اذ ليس الموجود فيه الا افراده.
اذا تمهدت هذه فقد علم ان وجوب المقدمة يكون من قبيل لوازم الماهية ، يعني وجوب المقدمة يكون لازم ماهية وجوب ذي المقدمة ، فهو مجعول بجعل الوجوب لذي المقدمة وليس مجعولا بجعل على حدة.
فاذا كان وجوب ذي المقدمة مفروضا ثابتا مثل وجوب الصلاة والحج فلا معنى لاصالة عدم وجوب
المقدمة لانه عند وجوب ذي المقدمة لا بد من وجوب المقدمة للملازمة العقلية بين وجوب ذي المقدمة وبين وجوب المقدمة على القول بها.