كذبا كثيرا ، لو شئت أن يجعلها إلى مجالد كلّها عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله ، فعل. وقال أبو طالب عن أحمد : ليس بشيء. يرفع حديثا كثيرا لا يرفعه الناس. وقال الدوري عن ابن معين : لا يحتج بحديثه. وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين : ضعيف واهي الحديث. كان يحيى بن سعيد يقول : لو أردت أن يرفع لي مجالد حديثه كلّه رفعه ، إلى غيرها من شهادات بضعفه في الحديث ، ورفعه الحديث لمكان ضعفه (١). وقال محمد بن حبّان : كان رديء الحفظ يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ، لا يجوز الاحتجاج به (٢).
وفي مسند مسلم وقع : ابن بريدة عن الشعبي. وابن بريدة هذا هو عبد الله بن بريدة أخو سليمان. قال البزار : فحيث أبهم علقمة ومحارب ومحمد وكذا الأعمش عند ابن حجر فالمراد : سليمان بن بريدة. وأمّا من عدا هؤلاء حيث أبهموا فهو عبد الله بن بريدة (٣) ـ كما هنا ـ لأنّ الذي أبهم في إسناد مسلم هو الحسين بن ذكوان.
وعبد الله بن بريدة هذا ، قد ضعّف حديثه أحمد ، وكانوا يرجّحون أخاه سليمان عليه. قال إبراهيم : له عن أبيه أحاديث منكرة. وتعجّب من الحاكم كيف زعم أنّ سند حديثه من رواية الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أصح الأسانيد لأهل مرو (٤).
__________________
(١) تهذيب التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٤٠.
(٢) كتاب المجروحين والضعفاء لابن حبان ، ج ٣ ، ص ١٠.
(٣) راجع : الكنى في تهذيب التهذيب ، ج ١٢ ، ص ٢٨٦.
(٤) تهذيب التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٥٨.