يرويه عنه أبو يسار عبد الله بن أبي نجيح الثقفي الكوفي ، توفّي سنة (١٣١) وقد صححه الأئمة واعتمده أرباب الحديث ، وقد طبع أخيرا في باكستان سنة (١٣٦٧ ه ق) حسبما تقدم في ترجمته.
ويذكر ابن حجر عند ترجمته لعطاء بن دينار المصري ـ وكان من ثقات المصريين ، توفّي سنة (١٢٦) ـ أنّ له تفسيرا يرويه عن سعيد بن جبير ، قتل سنة (٩٥) وكان في صحيفة. قال : ولا دلالة أنّه سمع من سعيد بن جبير. وعن أبي حاتم أنه أخذه من الديوان ؛ وذلك أنّ عبد الملك بن مروان ، توفي سنة (٨٦) سأل سعيدا أن يكتب إليه بتفسير القرآن ، فكتب سعيد بهذا التفسير. فوجده عطاء بن دينار في الديوان فأخذه ، فأرسله عن سعيد (١).
فهذا صريح في أنّ سعيد بن جبير جمع تفسير القرآن في كتاب ، وهذا الكتاب أخذه عطاء بن دينار. وبما أنّ سعيد بن جبير قتل سنة (٩٥) ولا شكّ أنّ تأليفه هذا كان قبل موت عبد الملك سنة (٨٦) فهذا التفسير قد كتب ودوّن قبل هذا الحين.
ويذكر ابن خلكان : أنّ عمرو بن عبيد ـ شيخ المعتزلة ، توفي سنة (١٤٤) ـ كتب تفسيرا للقرآن عن الحسن البصري المتوفى سنة ١١٦ (٢).
ولابن جريج ، توفّي سنة (١٥٠) تفسير كبير في ثلاثة أجزاء ، يرويه بواسطة عطاء بن أبي رباح عن ابن عبّاس ، توفي سنة (٦٨) ، ويرويه عنه محمّد بن ثور. وقد صححته الأئمة (٣). وذكر أحمد بن حنبل : أنّه أوّل من صنّف الكتب (٤).
__________________
(١) تهذيب التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٩٨ ـ ١٩٩ ، رقم (٣٨٢).
(٢) وفيات الأعيان لابن خلكان ، ج ٣ ، ص ٤٦٢ ، رقم (٣. ٥).
(٣) الإتقان للسيوطي ، ج ٤ ، ص ٢٠٨.