لاوى ـ بكسر الواو وفتحها ـ بن يعقوب وهو : إسرائيل ، هكذا نسبه في التوراة. والمدة بينهما على ما نقله المسعودي ، قال : دخل إسرائيل مصر مع ولده الأسباط ، وأولادهم ، حين أتوا إلى يوسف سبعين نفسا ، وكان مقامهم بمصر إلى أن خرجوا مع موسى عليهالسلام إلى التيه ، مائتين وعشرين سنة ، تتداولهم ملوك القبط من الفراعنة. ويبعد أن يتشعب النسل في أربعة أجيال إلى مثل هذا العدد!! وإن زعموا أن عدد تلك الجيوش إنما كان في زمن سليمان ومن بعده ، فبعيد أيضا ؛ إذ ليس بين سليمان وإسرائيل إلّا أحد عشر أبا ، ولا يتشعّب النسل في أحد عشر من الولد إلى هذا العدد الذي زعموه ، اللهم إلّا المئين والآلاف ، فربما يكون. وأما أن يتجاوز هذا إلى ما بعدهما من عقود الأعداد فبعيد ، واعتبر ذلك في الحاضر المشاهد ، والقريب المعروف تجد زعمهم باطلا ، ونقلهم كاذبا.
قال : والذي ثبت في «الإسرائيليّات» أن جنود سليمان كانت اثني عشر ألفا خاصة ، وأن مقرباته كانت ألفا ، وأربعمائة فرس مرتبطة على أبوابه. هذا هو الصحيح من أخبارهم ، ولا يلتفت إلى خرافات العامة منهم ، وفي أيام سليمان عليهالسلام ، وملكه كان عنفوان دولتهم ، واتساع ملكهم (١).
وهذا الفصل من النفاسة بمكان ؛ فلذلك حرصنا على ذكره ؛ لأنه يفيدنا في رد الكثير من الإسرائيليّات التي وقعت فيها المغالط ، والأخبار الباطلة ، والخرافات التي كانت سائدة في العصور الأولى.
__________________
(١) مقدمة ابن خلدون ، ص ٩ ـ ١١.