ولنذكر كلام ابن كثير بنصّه ، وبطوله لنفاسته ، وشدّة الحاجة إليه في هذا المقام ، قال : يذكر المفسرون هاهنا آثارا ، وأحاديث ، سأوردها وأبيّن ما فيها ، ثم نتبع ذلك ببيان الصحيح في ذلك ـ إن شاء الله ـ وبه الثقة.
قال الإمام أحمد في مسنده : حدثنا عبد الصمد (قال) (١) : حدثنا عمر بن إبراهيم ، (قال) : حدثنا قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال :
«ولما ولدت حواء طاف بها إبليس ، وكان لا يعيش لها ولد ، فقال : سمّيه عبد الحارث ، فإنه يعيش ، فسمته عبد الحارث ، فعاش ، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره» ، وهكذا رواه ابن جرير عن محمد بن بشار بندار ، عن عبد الصمد ابن عبد الوارث به (٢) ، ورواه الترمذي في تفسير هذه الآية ، عن محمد بن المثنى ، عن عبد الصمد ، به ، وقال : هذا حديث حسن غريب ـ يعني انفرد به ـ راويه لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم ، ورواه بعضهم عن عبد الصمد ، ولم يرفعه ، يعني لم ينسبه إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ورواه الحاكم في مستدركه ، من حديث عبد الصمد مرفوعا ، ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد (٣) ، ولم يخرجاه ، ورواه الإمام أبو محمد ، ابن أبي حاتم ، في تفسيره ، عن أبي زرعة الرازي ، عن هلال بن فياض ، عن عمر بن إبراهيم به ـ أي ببقية السند ـ مرفوعا ، وكذا رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه ، في تفسيره ، من حديث شاذ بن فياض ، عن عمر بن إبراهيم مرفوعا.
__________________
(١) جرت عادة المحدثين أن يحذفوا من الأسانيد لفظ (قال) خطّا ، ولكنهم ينطقون بها عند الرواية ، وقد ذكرناها خطّا حتى لا يشكل الأمر على قارئ السند.
(٢) يعني ببقية السند المذكور أولا.
(٣) أى صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم.