التحقيق عن براءة يوسف وإدانة زليخا ، امرأة العزيز.
فكيف تتفق كل هذه الشهادات الناصعة الصادقة ، وتلك الروايات المزوّرة؟!! وقد ذكر الكثير من هذه الروايات ابن جرير الطبري ، والثعلبي ، والبغوي ، وابن كثير ، والسيوطي ، وقد مر بها ابن كثير بعد أن نقلها حاكيا من غير أن ينبّه إلى زيفها ، وهذا غريب!!
ومن العجيب حقا أن ابن جرير يحاول أن يضعّف في تفسيره مذهب الخلف الذين ينفون هذا الزور والبهتان ، ويفسرون الآيات على حسب ما تقتضيه اللغة وقواعد الشرع ، وما جاء في القرآن والسنة الصحيحة الثابتة ، ويعتبر هذه المرويات التي سقنا لك زورا منها آنفا ؛ هى قول جميع أهل العلم بتأويل القرآن الذين يؤخذ عنهم (١) ، وكذلك تابعه على مقالته تلك الثعلبي والبغوي في تفسيريهما (٢)!!
وهذه المرويات الغثة المكذوبة التي يأباها النظم الكريم ، ويجزم العقل والنقل باستحالتها على الأنبياء عليهمالسلام هي التي اعتبرها الطبري ومن تبعه «أقوال السلف»!!
بل يسير في خط اعتبار هذه المرويات ، فيورد على نفسه سؤالا ، فيقول : فإن قال قائل : وكيف يجوز أن يوصف يوسف بمثل هذا وهو لله نبي؟! ثم أجاب بما لا طائل تحته ، ولا يليق بمقام الأنبياء (٣). قاله الواحدي في تفسيره «البسيط».
وأعجب من ذلك ما ذهب إليه الواحدي في «البسيط» قال : قال المفسرون
__________________
(١) تفسير الطبري ، ج ١٢ ، ص ١١٠.
(٢) تفسير البغوي ، ج ٢ ، ص ٤٢٢.
(٣) تفسير الطبري ، ج ١٢ ، ص ١٠٩ و ١١٠.