والبيهقي في «شعب الإيمان» عن ابن عباس ـ رضوان الله عليه ـ قال : لما جمع الملك النسوة قال لهن : أنتنّ راودتنّ يوسف عن نفسه؟ قلن : (حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)(١) ، قال يوسف : (ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ) ، فغمزه جبريل عليهالسلام فقال : ولا حين هممت بها؟ فقال : (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ)(٢).
قال : وأخرج ابن جرير عن مجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، وابن زيد ، والسدّي مثله ، وأخرج الحاكم في تاريخه ، وابن مردويه والديلمي عن أنس رضى الله عنه : أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قرأ هذه الآية : (ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ) قال : لما قال يوسف ذلك قال له جبريل عليهالسلام : ولا يوم هممت بما هممت به؟ فقال : (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) ، قال : وأخرج ابن جرير عن عكرمة مثله.
وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي حاتم عن حكيم بن جابر في قوله : (ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ) قال جبريل : ولا حين حللت السراويل؟ إلى غير ذلك من المرويّات المكذوبة ، والإسرائيليات الباطلة ، التي خرّجها بعض المفسرين الذين كان منهجهم ذكر المرويّات ، وجمع أكبر قدر منها ، سواء منها ما صحّ وما لم يصحّ. والأخباريون الذين لا تحقيق عندهم للمرويات ، وليس أدل على ذلك من أنها لم يخرجها أحد من أهل الكتب الصحيحة ، ولا أصحاب الكتب المعتمدة الذين يرجع إليهم في مثل هذا.
__________________
(١) يوسف / ٥١.
(٢) يوسف / ٥٣.