أراد سليمان عليهالسلام أن يدخل الخلاء (١) ، فأعطى الجرادة خاتمه ، وكانت جرادة امرأته ، وكانت أحب نسائه إليه ، فجاء الشيطان في صورة سليمان ، فقال لها : هاتي خاتمي ، فأعطته ، فلما لبسه ، دانت له الجن ، والإنس ، والشياطين ، فلما خرج سليمان عليهالسلام من الخلاء ، قال لها : هاتي خاتمي ، فقالت : قد أعطيته سليمان ، قال : أنا سليمان ، قالت : كذبت ، لست سليمان ، فجعل لا يأتي أحدا يقول له : أنا سليمان إلا كذّبه ، حتى جعل الصبيان يرمونه بالحجارة ، فلما رأى ذلك عرف أنه من أمر الله عزوجل وقام الشيطان يحكم بين الناس ، فلما أراد الله تعالى أن يرد على سليمان عليهالسلام سلطانه ألقى في قلوب الناس إنكار ذلك الشيطان ، فأرسلوا إلى نساء سليمان عليهالسلام فقالوا لهنّ : أيكون من سليمان شيء؟ قلن : نعم ، إنه يأتينا (٢) ونحن حيّض ، وما كان يأتينا قبل ذلك! فلما رأى الشيطان أنه قد فطن له ظن أن أمره قد انقطع ، فكتبوا كتبا فيها سحر ، ومكر ، فدفنوها تحت كرسي سليمان ، ثم أثاروها (٣) ، وقرءوها على الناس ، قالوا : بهذا كان يظهر سليمان على الناس ، ويغلبهم. فأكفر الناس سليمان ، فلم يزالوا يكفرونه ، وبعث ذلك الشيطان بالخاتم ، فطرحه في البحر ، فتلقته سمكة ، فأخذته ، وكان سليمان عليهالسلام يعمل على شط البحر بالأجر. فجاء رجل ، فاشترى سمكا ؛ فيه تلك السمكة التي في بطنها الخاتم ، فدعا سليمان عليهالسلام فقال له : تحمل لي هذا السمك ، ثم انطلق إلى منزله ، فلما انتهى الرجل إلى باب داره أعطاه تلك السمكة التي في بطنها الخاتم ، فأخذها سليمان عليهالسلام ، فشق بطنها ، فإذا الخاتم في جوفها ، فأخذه ، فلبسه ، فلما لبسه دانت له
__________________
(١) المرحاض.
(٢) يباشرنا.
(٣) أخرجوها.