وقد ذكر ابن جرير ، وابن أبي حاتم الكثير من هذه الروايات في تفسيريهما ، منها : ما هو موقوف ، وبعضها مرفوع إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكذلك ذكر ابن جرير ، والبغوي ، وغيرهما ، عند تفسير قوله تعالى : (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ)(١) الكثير من الإسرائيليات.
فقد رويا قصة أيوب وبلائه عن وهب بن منبّه ، في بضع صحائف ، وقد التبس فيها الحق بالباطل ، والصدق بالكذب (٢).
وقال ابن كثير في تفسيره عند هذه الآية : «وقد روي عن وهب بن منبّه في خبره ـ يعني أيوب ـ قصة طويلة ، ساقها ابن جرير ، وابن أبي حاتم بالسند عنه ، وذكرها غير واحد من متأخّري المفسرين ، وفيها غرابة ، تركناها لحال الطول.
ومن العجيب أن الحافظ ابن كثير وقع فيما وقع فيه غيره في قصة أيوب ، من ذكر الكثير من الإسرائيليات ولم يعقب عليه (٣) ، مع أن عهدنا به أنه لا يذكر شيئا من ذلك إلّا وينبّه على مصدره ، ومن أين دخل في الرواية الإسلامية ، ولا أظن أنه يرى في هذا أنه مما تباح روايته!!
فقد ذكر أنه يقال : إنه أصيب بالجذام في سائر بدنه ، ولم يبق منه سليم سوى قلبه ولسانه ، يذكر بهما الله عزوجل حتى عافه الجليس ، وصار منبوذا في ناحية من البلد ، ولم يبق أحد من الناس يحنو عليه غير زوجته ، وتحمّلت في بلائه ما تحمّلت ، حتى صارت تخدم الناس ، بل قد باعت شعرها بسبب ذلك ، ثم قال :
__________________
(١) الأنبياء / ٨٣ و ٨٤.
(٢) تفسير البغوي ، ج ٣ ، ص ٢٥٦ ـ ٢٦٤.
(٣) تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ١٨٨ ـ ١٩٠.