بشأنه (١).
وله في مباحث الهداية والضلال بحوث مذيّلة ، وفي نفس الوقت ممتعة ، استفاض فيها الكلام من جميع جوانبه (٢).
ثم إنه لا يترك موضعا من التفسير يناسب ذكر مسائل الخلاف إلّا بيّنه بتفصيل ، وذكر مواقف الشيعة الإمامية في ذلك.
مثلا ، عند تفسير قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا)(٣) يتعرّض لأنحاء السجود ، منها : السجود في الصلاة ، وهو ركن من أركانها ـ ويفسّر معنى الركن ـ وسجدة السهو ، وسجدة الشكر ، وسجدة القرآن ، وهذه الأخيرة إما واجبة في أربعة مواضع : الم تنزيل ، حم السجدة ، النجم ، اقرأ. أو سنة ، ففي أحد عشر موضعا ، فالمجموع : خمسة عشر موضعا عندنا. وعند الشافعي : أربعة عشر موضعا ، كلها سنة. ثم يفصّل في أحكام سور العزائم ، مما يخص مذهب الإمامية ، ويذكر مواضع سجود السهو للصلاة ، ومذهب سائر المذاهب في ذلك.
ويذكر علائم المؤمن الخمس : الصلاة إحدى وخمسين ، وزيارة الأربعين ـ في اليوم العشرين من شهر صفر بكربلاء ـ والتختم باليمين ، وتعفير الجبين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. ويذكر سبب استحباب زيارة
__________________
(١) تفسير أبي الفتوح ، ج ١ ، ص ٦٤.
(٢) راجع مباحثه عن (الضلال والإضلال) ذيل تفسير قوله تعالى : (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) ، البقرة / ٢٦. راجع : التفسير ج ١ ، ص ١١٤ ـ ١١٥.
(٣) ـ البقرة / ٣٤.