لفظيّا ويدخل في أبحاث علمية مستفيضة ، يسمّيها لطائف أو جواهر. هذه الأبحاث عبارة عن مجموعة آراء علماء الشرق ، والغرب في العصر الحديث ، ليبين للمسلمين وغيرهم أن القرآن الكريم قد سبق إلى هذه الأبحاث ، ونبّه على تلك العلوم قبل أن يصل إليها هؤلاء العلماء. ونجده يضع لنا في تفسيره كثيرا من صور النباتات ، والحيوانات ، ومناظر الطبيعة ، وتجارب العلوم ، بقصد أن يوضّح للقارئ ما يقول ، توضيحا ، يجعل الحقيقة أمامه كالأمر المشاهد المحسوس ، ولقد أفرط في ذلك ، وجاز حدّ المجاز.
ومما يؤخذ عليه : أنه قد يشرح بعض الحقائق الدينيّة بما جاء عن أفلاطون في جمهوريّته ، أو بما جاء عن إخوان الصفا في رسائلهم ، وهو حين ينقلها يبدي رضاه عنها وتصديقه بها ، في حين أنها تخالف في ظاهرها ما عليه أصحابه السلفيّون الأشاعرة (١).
وهكذا نراه قد يستخرج كثيرا من علوم القرآن بواسطة حساب الجمل ، الذي لا نكاد نصدّق بأنه يوصل إلى حقيقة ثابتة. قال الذهبي : وإنما هي عدوى تسرّبت من اليهود إلى المسلمين ، فتسلّطت على عقول الكثير منهم.
هذا ، وإنّا نجد المؤلف يفسّر آيات القرآن تفسيرا يقوم على نظريّات علميّة حديثة ، غير مستقرة في ذاتها ، ولم تمض فترة التثبّت منها ، وهذا ضرب من التكلّف ارتكبه المؤلّف ، إن لم يكن يذهب بغرض القرآن أحيانا ، فلا أقلّ من أن يذهب بروائه وبهائه.
__________________
(١) الأمر الذي جعل الحكومة السعودية أن أصدرت الأمر بمصادرة الكتاب ، وعدم السماح بدخوله إلى الحجاز. يجد القارئ ذلك في نص الكتاب المرسل من المؤلف إلى الملك عبد العزيز آل سعود في الجزء ٢٥ ، ص ٢٣٨.