الإسلاميات كتب ورسائل مفيدة ، تهدف إلى الحركة الإسلامية المتناسبة مع النهضة العلمية الحديثة ، فكان تفسيره هذا من خير التفاسير الأدبية الاجتماعية الهادفة إلى إحياء الحركة الإسلامية العتيدة. فمن أهدافه إزاحة الفجوة العميقة بين مسلمي العصر الحاضر والقرآن الكريم ، وتعريف المسلمين إلى المهمة العلمية السياسية التي قام بها القرآن ، وبيان الحميّة الجهادية التي يهدفها القرآن الكريم. إلى جنب تربية الجيل المسلم تربية قرآنية إسلامية كاملة ، وبيان معالم هذا الطريق الذي يجب على المسلمين سلوكه.
وكان منهجه في التفسير : أولا ، عرض آيات مترابطة بعضها مع البعض ، في مجموعة منسجمة ، وبيان الهدف الكلي للسورة ، ثم للآيات المعروضة. وتقسيم السور إلى دراسات ، تقسيما موضوعيا ، لتعتبر كل مجموعة من الآيات ذات وحدة موضوعية ، وذات هدف معيّن خاص.
ثم يحاول تفسير الآيات ـ في ذوق أدبي خالص ـ ببيان الأهداف الكلية التي ترمي إليها الآيات ، من غير تعرّض للجزئيات ، كما يجتنب من ذكر الإسرائيليات ، والروايات الموضوعة أو الضعيفة ، كما يجتنب الخوض في مسائل الخلاف ، وهكذا يتجنّب التعرض للعلوم القديمة والحديثة التي لا علاقة لها بفهم معاني الآيات الكريمة ، ويعتبر التعرّض لها جفاء بالقرآن ؛ لأنه في غنى عنها ، يقول هو في ذلك :
«وأني لأعجب لسذاجة المتحمّسين لهذا القرآن ، الذين يحاولون أن يضيفوا إليه ما ليس منه ، وأن يحملوا عليه ما لم يقصد إليه ، وأن يستخرجوا منه جزئيات في علوم الطب والكيمياء والفلك وما إليها ، كأنما ليعظّموه بهذا ويكبّروه. إنّ القرآن كتاب كامل في موضوعه ، وموضوعه أضخم من تلك العلوم كلها ؛ لأنه هو الإنسان ذاته الذي يكشف هذه المعلومات وينتفع بها ، والبحث والتجريب