وهذا التفسير إنما دوّن وكتب ليكون غذاء نافعا للجيل المعاصر ؛ ولذلك جاء بالأهم من المواضيع الإسلامية ، التربوية والأخلاقية ، ومتناسبا مع المستوى العام ، فكانت خدمة جليلة أسداها الشيخ مكارم وأعوانه ، وقدّموها للجيل المتعطّش إلى فهم معاني القرآن بشكل واسع ، والاستقاء من مناهله العذبة. جاء في المقدمة : «لكل عصر خصائصه وضروراته ومتطلباته ، وهي تنطلق من الأوضاع الاجتماعية والفكرية السائدة في ذلك العصر ، ولكل عصر مشاكله وملابساته الناتجة عن تغيير المجتمعات والثقافات ، وهو تغيير لا ينفك عن مسيرة المجتمع التاريخية ، والمفكر الفاعل في الحياة الاجتماعية ، هو ذلك الذي فهم الضرورات والمتطلبات ، وأدرك المشاكل والملابسات. وقد واجهنا دوما أسئلة وردت إلينا من مختلف الفئات ، وخاصّة الشباب المتعطّش إلى نبع القرآن عن التفسير الأفضل ، كانت هذه الأسئلة تنطوي ضمنيا على بحث عن تفسير يبيّن عظمة القرآن عن تحقيق لا عن تقليد ، ويجيب على ما في الساحة من احتياجات وتطلّعات وآلام وآمال. تفسير يجدي كل الفئات ، ويخلو عن المصطلحات العلمية المعقّدة ، ونحن نفتقر إلى تفسير مثل هذا. فالسلف والمعاصرون كتبوا في ذلك كثيرا ، ولكنها بأساليب خاصة بالعلماء والأدباء ، وعلى مستويات رفيعة» (١). فمن هنا لم يجدوا بدّا من الإقدام على مثل هذا التفسير بهذا الشكل الصالح للفهم العام ، الأمر الذي يجعل من هذا التفسير على أهمية كبرى في سبيل التثقيف العام ، خدمة جليلة مشكورة.
وهذا التفسير قد كتب بالفارسية في (٢٧) مجلدا ، وترجم إلى العربيّة باسم «الأمثل» في (٢٠) مجلدا. وطبع عدة مرات.
__________________
(١) الأمثل ، ج ١ ، ص ١١.