أو ينظر في كتاب. وكان ثبتا صدوقا حجّة ، سالم العقيدة من البدع والقول بالتجسيم ، ومال إلى مذهب أهل الظاهر وإلى محبّة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام. كثير الخشوع والبكاء عند قراءة القرآن. توفّي بالقاهرة سنة (٧٤٥ ه).
ومن شعره :
هم بحثوا عن زلّتي فاجتنبتها |
|
وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا |
يروي عنه شيخنا الشهيد الثاني بواسطة تلميذة جمال الدين عبد الصمد بن إبراهيم بن الخليل البغدادي (١).
وتفسيره هذا من أجمع التفاسير على النكات الأدبية الرائعة التي اشتمل عليها القرآن الكريم ، وأوفرهم بحثا وراء كشف المعاني الدقيقة التي حواها كلام الله العزيز الحميد. وقد امتاز بالاهتمام البالغ بجهات اللّغة والنحو والأدب البارع ، ويعدّ تفسيره ديوانا حافلا بشواهد تفسير الكلمات واللغات والتعابير العربية والوجوه الإعرابية ، كما اهتم بالقراءات واللهجات ؛ إذ كان عارفا بها ، ونقل أقوال الأئمة وآراء الفقهاء ، فكان تفسيرا جامعا وشاملا يروي الغليل ويشفي العليل.
وقد أبان عن منهجه في المقدمة ، قائلا :
«وترتيبي في هذا الكتاب أني ابتدأت أوّلا بالكلام على مفردات الآية التي أفسّرها لفظة لفظة ، فيما يحتاج إليه من اللغة والأحكام النحوية التي لتلك اللّفظة قبل التركيب ، وإذا كان لكلمة معنيان أو معان ، ذكرت ذلك في أوّل موضع فيه تلك الكلمة ، لينظر ما يناسب لها من تلك المعاني في كل موضع تقع فيه فيحمل
__________________
(١) الكنى والألقاب للقمي ، ج ١ ، ص ٥٩ ـ ٦٠.