فهو كتاب فريد في بابه ، لم يسبق له نظير في مثله ، كما لم يخلفه بديل.
وأحسن كتاب في هذا الباب ، هو كتاب «المفردات» لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني ، المتوفّى سنة (٥٠٢ ه) ، فإنه أول كتاب فتح باب الاجتهاد في اللغة وأعمل الرأي والاستنباط في فهم معاني اللّغات. ولقد أجاد في ذلك وأفاد ، واستقصى لغات القرآن كلّها واستوعب الكلام في الجمع والتفريق ، والبسط والتفصيل ، في المعاني ومفاهيم الكلمات.
ولأبي الفضل حبيش بن إبراهيم التفليسي من أعلام القرن السادس كتاب لطيف ، كتبه في وجوه معاني القرآن ، تعرّض فيه للمعاني المحتملة من تعابير جاءت في القرآن الكريم ، وضعه بالفارسية ، وهو موجز مختصر طريف في بابه. حقّقه الأستاذ الدكتور مهدي محقق ، وطبع ونشر أخيرا في عدّة طبعات بطهران.
وأجمع كتاب ظهر أخيرا جامعا لمعاني القرآن وشاملا ومستوعبا لغرائب ألفاظه الكريمة ، هو كتاب «تفسير غريب القرآن الكريم» للفقيه المفسر اللغوي الأديب الشيخ فخر الدين الطريحي النجفي المتوفّى سنة (١٠٨٥ ه). وهو كتاب شاف وواف بالموضوع ، طبع طبعة أنيقة ، بتحقيق الأستاذ محمد كاظم الطريحي ، بالنجف الأشرف ـ العراق.