فيزيدك إيضاحا بما حفظه من نصوص وأدعية مرفوعة إلى أئمة أهل البيت النبويّ عليهمالسلام. وهو في ذلك كله سهل الجانب ، معتدل العبارة ، يسوقها في حماس العالم ، وليس في ثورة المتعصّب. كما لا ينسى وهو يفسّر أن يشرح الآية بآيات أخرى ، وأن يذكر سبب النزول كلّما دعا الأمر إلى ذلك ، وكان عونا له على توضيح المعنى المطلوب من الآية ، وهكذا نلحظ هذا الصنيع في سائر عبارات هذا التفسير الجليل» (١).
هذا ، وقد أتم المؤلّف تفسيره هذا ـ كما قال في خاتمته ـ في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين ومائتين بعد الألف من الهجرة (١٢٣٩ ه ق). وقد طبع عدة طبعات ، ولا يزال.
هذا ما يرجع إلى التفسير ذاته ، وأما المؤلف ، فهو المولى المحقق العلامة السيد عبد الله بن محمد رضا العلوي الحسيني الشهير بشبّر. ولد بالنجف الأشرف سنة (١١٨٨ ه) ، ثم ارتحل مع والده إلى الكاظمية ، ومكث بها إلى أن مات بها سنة (١٢٤٢ ه). كان من أفاضل العلماء ، فقيها ومحدّثا نبيها ومفسّرا متبحّرا ، جامعا لعلوم كثيرة ، آية في الأخلاق النبيلة. كان يعتبر علما من أعلام الشيعة ، وشخصية علمية بارزة ، لها مكانتها ومقدارها. ولقد عكف مدة حياته العلمية على التأليف والتصنيف ، حتى أخرج للناس ـ مع سنّه الذي لم يتجاوز الأربع والخمسين ـ كتبا كثيرة ومصنّفات عديدة ، كلها ذوات فوائد وممتعة ، لا تزال رائجة في الأوساط العلمية ، فرحمة الله عليه من فقيه محدّث خبير ، ومفسر نابه بصير.
__________________
(١) تفسير شبّر ، مقدمة الدكتور حامد حفني داود.