«كار كار مخلصان است ، ودولت دولت صادقان ، وسيرت سيرت پاكان ، ونقد آن نقد كه در دستارچه ايشان. امروز بر بساط خدمت با نور معرفت ، فردا بر بساط صحبت با سرور وصلت. (إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ)(١) مى گويد : پاكشان گردانيم واز كوره امتحان خالص بيرون آريم ، تا حضرت را بشايند ، كه حضرت پاك جز پاكان را بخود راه ندهد ، «إنّ الله طيّب لا يقبل إلّا الطيّب» به حضرت پاك جز عمل پاك ، وگفت پاك بكار نيايد ، آنگه از آن عمل پاك ، چنان پاك بايد شد ، كه نه در دنيا بازجويى آن را ونه در عقبى ، تا به خداوند پاك رسى. (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ)(٢).
سرّ اين سخن آن است كه «بو بكر زقاق» (٣) گفت : «نقصان كلّ مخلص فى إخلاصه رؤية اخلاصه ، فإذا أراد الله أن يخلص إخلاصه أسقط عن إخلاصه رؤيته
__________________
(١) ص / ٤٦.
(٢) ص / ٢٥. العمل عمل المخلصين ، والدولة دولة الصادقين ، والسيرة سيرة المطهّرين. والنقد هو ما كان في أيديهم. وهم اليوم على أريكة الخدمة يعلوهم نور المعرفة ، وغدا على أريكة الصحبة منعّمين بسرور الوصل «إنّا أخلصناهم بخالصة» أي : طهّرناهم وأخرجنا لهم من يوتقه الاختبار الخالص؟ كي يتأهّلوا للمثول أمام الله تعالى «إنّ الله طيّب لا يقبل إلّا الطّيّب» ؛ إذ لا يليق بساحة الطهارة إلّا من كان طاهرا في قوله وعمله. ويطهر بذلك العمل الطّاهر الطّيّب فلا تجده في هذه الدنيا ولا في دار العقبى ، حتى يصل إلى ساحة قدس طهارته جلّ جلاله (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ).
(٣) هو من الطبقة الثالثة ، واسمه أحمد بن نصر ، هو من مشايخ الصوفية بمصر ، وكان في طبقة الجنيد البغدادي ومن أصحابه ، ويلقّب بالكبير. أما الزّقاق الصغير فهو بغدادي تلميذ الزّقاق الكبير. راجع : نفحات الأنس للمولى عبد الرحمن بن أحمد الجامي ، ص ١٧٦ ـ ١٧٧. ولمّا توفّي الزّقاق الكبير قال الكتاني بشأنه : «انقطعت حجة الفقراء في ذهابهم إلى مصر».