عشرين سنة ، في جمع وتصنيف وترتيب ما كتبه الشيخ الأكبر ، في كتبه التي بين أيدينا ، مما يصلح أن يكون تفسيرا لبعض آيات القرآن ، سواء من الناحية الظاهرة على نسق التفاسير الأخرى من الأحكام الشرعيّة والمعاني العربية ، أو ما يصلح أن يكون تفسيرا صوفيا لبعض آيات القرآن ، وهو ما يسمّى بالاعتبار والإشارة في التوحيد والسلوك ، وسميته «رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن» تمشّيا مع عقيدة الشيخ الأكبر في شمول الرحمة وعدم سرمدة العذاب (١).
وطبع هذا الأثر في أربع مجلدات ، في دمشق سنة (١٤١٠ ه ـ ١٩٨٩ م).
٣ ـ تفسير القرآن الكريم في مجلدين اشتهرت نسبته إلى ابن عربي ، وقد راج ذلك منذ زمن سحيق ، وهو موضوع على مذاق الصوفية في التفسير الباطني المحض. وفيه بعض الشطحات مما أثار الريب في نسبته إلى الشيخ ، وزعموا أنه من صنع الشيخ كمال الدين أبي الغنائم المولى عبد الرزاق الكاشي السمرقندي المتوفّى سنة (٧٣٠ ه).
قال الشيخ محمد عبده : من التفسير الإشاري ما ينسبونه للشيخ الأكبر محيى الدين ابن عربي ، وإنما هو للقاشاني الباطني الشهير ، وفيه من النزعات ما يتبرّأ منه دين الله وكتابه العزيز (٢).
وأما الحاجي خليفة ـ صاحب كشف الظنون ـ فقد نسبه رأسا إلى القاشاني من غير ترديد ، قال : كتاب «تأويلات القرآن» المعروف بتأويلات القاشاني ، هو تفسير بالتأويل على اصطلاح أهل التصوّف ، للشيخ كمال الدين أبي الغنائم عبد
__________________
(١) راجع : المقدمة ، ص ٥.
(٢) تفسير المنار ، ج ١ ، ص ١٨.