وإسناده ليس بشيء ، ولا يجوز الاحتجاج بمحمد بن مزيد (١).
ومما وضع شيئا على مقام النبوّة ، حديث القضيب الممشوق :
روى أبو جعفر الصدوق في أماليه بإسناد فيه ضعف ، رفعه إلى ابن عباس ، قال : لما مرض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لبلال : هلمّ ، عليّ بالناس. فاجتمع الناس ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم متعصّبا بعمامته ، متوكّيا على قوسه حتى صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «معاشر أصحابي ، أيّ نبيّ كنت لكم ، ألم أجاهد بين أظهركم ، ألم تكسر رباعيّتي ، ألم يعفر جبيني ، ألم تسل الدماء على حرّ وجهي حتى كنفت لحيتي ، ألم أكابد الشدّة والجهد مع جهّال قومي ، ألم أربط حجر المجاعة على بطني؟
قالوا : بلى يا رسول الله ، لقد كنت لله صابرا وعلى منكر بلاء الله ناهيا ، فجزاك الله عنا أفضل الجزاء. قال : وأنتم فجزاكم الله. ثم قال : إن ربّي عزوجل حكم ، وأقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم ، فناشدتكم بالله ، أيّ رجل منكم كانت له قبل محمد مظلمة إلّا قام فليقتصّ منه. فالقصاص في دار الدنيا أحبّ إليّ من القصاص في دار الآخرة على رءوس الملائكة والأنبياء. فقام إليه رجل من أقصى القوم ، يقال له : سوادة بن قيس. فقال له : فداك أبي وأمّي يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنك لما أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء ، وبيدك القضيب الممشوق ، فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة فأصاب بطني ، فلا أدري عمدا أو خطأ؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : معاذ الله أن أكون تعمّدت.
ثم قال : يا بلال ، قم إلى منزل فاطمة فائتني بالقضيب الممشوق. فخرج بلال ،
__________________
(١) الموضوعات ، ج ١ ، ص ٢٩٤.