ومما وضع في المجون والدجل ما رواه أبو صالح عمرو بن خليف الحتاوي ، بإسناد وضعه عن ابن عباس ، قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أدخلت الجنة فرأيت فيها ذئبا ، فقلت : أذئب في الجنة؟! قال : إنّي أكلت ابن شرطيّ. قال ابن عباس : هذا وإنما أكل ابنه ، فلو أكله رفع في علّييّن (١). قال الأميني : ليت ابن عباس كان يفصح عن أنه لو كان أكل مدير الشرطة أين كان يرفع؟! (٢) وقد عدّ ذلك من خزايات الحتاوي.
وروى محمد بن مزيد بإسناده عن أبي منظور ـ وكانت له صحبة ـ قال : لمّا فتح الله على نبيّه خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج نعال ، وأربعة خفاف ، وعشرة أواق ذهب وفضّة ، وحمار أسود. قال : فكلّم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الحمار ، فقال له : ما اسمك؟ قال : يزيد بن شهاب ، أخرج من نسل جدّي ستّون حمارا كلّهم لم يركبه إلّا نبيّ ، ولم يبق من نسل جدّي غيري ولا من الأنبياء غيرك ، أتوقّعك أن تركبني ، وقد كنت لرجل من اليهود كنت أعثر به عمدا. فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : قد سميتك يعفورا ، يا يعفور ، أتشتهي الإناث؟ قال : لا. وكان النبي يركبه في حاجة ، فإذا نزل بعث به إلى باب الرجل ، فيأتي الباب فيقرعه برأسه ، فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم ابن التّيهان فتردّى فيها فصارت قبرا له ، جزعا منه على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال ابن الجوزي : هذا حديث موضوع ، فلعن الله واضعه ، فإنّه لم يقصد إلّا القدح في الإسلام والاستهزاء به. قال أبو حاتم ابن حبّان : لا أصل لهذا الحديث ،
__________________
(١) لسان الميزان ، ج ٤ ، ص ٣٦٣ ، رقم ١٠٦١.
(٢) الغدير ، ج ٥ ، ص ٢٤٩.