طويل ثبت لدى الزوج بأنّ زوجته هي التي أرادت الفاحشة ، وراودت يوسف عليهالسلام عن نفسه ، وأنّه بريء ممّا تدّعيه زليخا بأنّه أراد بها سوءا ، فطلب من يوسف عليهالسلام كتمان القضيّة ، وطلب من زليخا الاستغفار من خطيئتها وذنبها.
شاع خبر مراودة زليخا ليوسف عليهالسلام بين الناس ، وتداولته النساء بامتعاض ولوم زليخا على تلك الحادثة الضالّة ، فقامت زليخا بالدفاع عن دوافع عملها ، فأقامت وليمة لنظيراتها من أشراف النساء ، وقدّمت لهنّ الأترجّ ، وأعطت كلّ واحدة منهنّ سكّينا لتقشير الأترجّ ، ثمّ أدخلت عليهنّ يوسف عليهالسلام ، فبهرن لجماله ، وعجبن من لطيف محاسنه ، فصرن يقطّعن أصابعهنّ بدل الأترجّ لانشغالهنّ بحسنه وجماله الفتّان ، ولمّا رأين جريان الدم من أصابعهنّ وهنّ لم يشعرن بألم الجراح أعطين الحقّ لزليخا في تعشّقها ليوسف عليهالسلام ، ومراودتها له.
وبعد أن فشا أمر زليخا بين جماهير مصر قرّر زوجها زجّ يوسف عليهالسلام في السجن ؛ ليبعد التهمة عن زليخا ، ويلصقها بيوسف عليهالسلام.
زجّ زوج زليخا مع يوسف عليهالسلام في السجن رجلين : أحدهما رئيس خبّازي الملك ويدعى نبوا ، والثاني رئيس سقاة الملك ويدعى مجلث ، وفي اليوم الثاني جاءه رئيس السقاة وقال : إنّه رأى في المنام يعصر الخمر في كأس الملك ، ثمّ جاء رئيس الخبّازين وادّعى أنّه رأى في عالم الرؤيا يحمل طبقا فيه عدّة أرغفة والطير تأكل منه ، فطلبا منه تعبير رؤياهما ، فقال يوسف عليهالسلام لرئيس السقاة : أمّا أنت ستسقي الملك خمرا. وأما أنت يا رئيس الخبّازين سوف تصلب وتأكل الطير من رأسك.
وبعد مكوث يوسف عليهالسلام في السجن عدّة سنوات رأى الريّان بن الوليد العماليقيّ ـ فرعون مصر ـ في عالم الرؤيا : سبع بقرات جميلات يرتعن في روضة ، ثمّ رأى سبع بقرات عجاف قبيحات يأكلن البقرات السبع الجميلات ، ثمّ رأى سبع سنابل يانعات وخلفها سبع سنابل يابسات ، ثمّ هجمت اليابسات على اليانعات فأكلتها.
استيقظ فرعون من منامه مرعوبا كئيبا منزعجا ممّا رآه ، فدعا بمفسّري الأحلام والسحرة لتأويل رؤياه ، فلم يتوصّلوا إلى ما يقنع فرعون ويسكّن من روعه ، فجاء