رئيس السقاة إلى فرعون ودلّه على يوسف عليهالسلام المحبوس بأمر رئيس الشرطة ، وأعلمه أنّه خبير في تعبير الرؤيا ، فأرسل فرعون رئيس سقاته إلى يوسف عليهالسلام ليعبّر ما رآه فرعون في منامه ، فقال يوسف عليهالسلام لرئيس السقاة : قل لفرعون يأتي على مصر سبع سنوات تجود الأرض فيها بالخيرات والبركات ، ثمّ تعقبها سبع سنوات تجدب فيها الأرض حيث لا زرع ولا غلّات ولا خيرات ، ثمّ تليها سبع سنوات كلّها خير وبركات ، فعلى ولاة الأمور بمصر الاقتصاد في سنوات الخصب والخير ، وخزن الفائض من قوتهم لسنيّ جدبهم حتّى يأتيهم الخصب.
لمّا أخبر رئيس السقاة فرعون بتأويل يوسف عليهالسلام لرؤياه فرح فرحا شديدا ، وأمر بإحضار يوسف عليهالسلام إليه ، ولكنّ يوسف عليهالسلام طلب من رسول فرعون أن يحضر النساء اللاتي قطّعن أيديهنّ ، ويسألهنّ فرعون عن موقف يوسف عليهالسلام بالنسبة لزليخا من جهة ، وبالنسبة إليهنّ من جهة أخرى ، فأحضر فرعون النساء وسألهنّ عمّا جرى لهنّ مع يوسف عليهالسلام بعد أن راودنه عن نفسه ، فأجمعن على براءته وعفّته ونبله.
وبعد تلك المحاورة اعترفت زليخا أمام فرعون بمراودة يوسف عليهالسلام ، وأعلنت براءته من الزنى والفحشاء.
وبعد أن ثبتت براءة يوسف عليهالسلام وهو ابن ٣٠ سنة أحبّه فرعون لإدراكه وحنكته ورجاحة عقله وحسن أخلاقه ، فجعله من خاصّته ، وعيّنه آمرا على كلّ الأراضي المصريّة ، ومنحه صلاحيّة الأمر والنهي والتعيين والعزل واتّخاذ القرارات وتسيير أمور الدولة ، وزوّجه من اسنات بنت فوطي فارع كاهن البلاد المصريّة ، وأصدر أمرا بعزل رئيس الشرطة زوج زليخا من منصبه ، وولى يوسف عليهالسلام مكانه.
انقضت السنوات السبع المخصبات ويوسف عليهالسلام يخزن الغلّات ويدّخرها للسنوات المجدبات التي تلتها ، فتمكّن بحسن تدبيره من أن يخلّص المصريّين من القحط والجدب والجوع ، وأن يوفّر لهم الغذاء الكافي وما يحتاجونه من الغلّات.
وفي سنوات القحط والجدب بمصر مرّت على فلسطين ما مرّ على مصر ، فشمل أهلها الجوع والقحط ، ممّا اضطرّهم على القدوم إلى مصر لاقتناء الطعام والغلّات