أمير المؤمنين عليهالسلام كان أصله ومسبّبه الأشعث.
في أحد الأيام اعترض على الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في بعض الأمور ، فقال له الإمام عليهالسلام : «عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين ، حائك ابن حائك ، منافق ابن كافر ، والله لقد أسرك الكفر مرّة والإسلام أخرى».
تزوّج الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام من ابنته جعدة ، فتآمرت مع أعداء الإمام عليهالسلام وسقته السم وقتلته.
والمعروف عنه وعن عشيرته بجميع أفرادها كانوا يوصفون بالغدر والخيانة ، فسجّله حافل بالمخازي والغدر والنفاق ، فكان على رأس المناوئين والمحاربين للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأحد الذين أعانوا ابن ملجم المرادي على قتل الإمام عليهالسلام ، وابنته جعدة تولّت شهادة الإمام الحسن عليهالسلام بالسم ، وابنه محمّد اشترك في قتل مسلم بن عقيل عليهالسلام بالكوفة ، وكان لمحمّد هذا وأخيه قيس الدور المهمّ في قتال الحسين بن علي عليهالسلام يوم عاشوراء بكربلاء ، وبعد مقتل الإمام الحسين عليهالسلام قام قيس بسلب قطيفة الإمام عليهالسلام ولم يزل الأشعث وأولاده يعادون ويخالفون أهل بيت النبوة عليهمالسلام حتى مات بالكوفة في شهر ذي القعدة سنة ٤٢ ه ، وقيل : سنة ٤١ ه ، وقيل : سنة ٤٠ ه ، عن ٦٣ سنة ، ودفن بداره في الكوفة.
القرآن المجيد والأشعث بن قيس
كانت بينه وبين رجل من اليهود مخاصمة على أرض أو بئر فجحده الرجل ، فجاء به إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال النبىّ صلىاللهعليهوآله للأشعث : هل لك بيّنة؟ فقال : لا ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لليهودي : أتحلف؟ فقال الأشعث : إذن يحلف فيذهب بمالي ، فنزلت فيه الآية ٧٧ من سورة آل عمران : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.)(١)
__________________
(١). الأخبار الطوال ، ص ١٩٥ و ١٩٦ وغيرها ؛ أسباب النزول ، للقاضي ، ص ٤٩ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٩٤ و ٩٥ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ١٠٩ ـ ١١١ ؛ اسد الغابة ، ج ١،