قومنا أكفاءنا ، وبعد مدّة أرجعها النبي صلىاللهعليهوآله.
كانت هي وزميلتها عائشة من ألدّ أعداء الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأهل بيته.
وفي حرب الجمل صمّمت على الذهاب مع عائشة إلى البصرة ؛ لتشترك في حرب الإمام عليهالسلام ، فمنعها أخوها عبد الله بن عمر.
كانت لشدّة بغضها لفاطمة الزهراء عليهاالسلام من الزمرة الّذين شهدوا في عهد أبي بكر بأنّهم سمعوا النبي صلىاللهعليهوآله يقول : نحن معاشر الأنبياء لا نورّث.
ماتت بالمدينة المنوّرة في شهر جمادى الأولى سنة ٤١ ه ، وقيل : في شهر شعبان سنة ٤٥ ه ، وقيل : سنة ٤٧ ه ، وقيل : سنة ٥٠ ه ، وصلى عليها مروان بن الحكم ، ودفنت في البقيع.
القرآن المجيد وحفصة
لكونها كانت كثيرة الجدال والشجار مع النبي صلىاللهعليهوآله وتطلب منه أشياء مادّية يصعب على النبي صلىاللهعليهوآله تنفيذها طلّقها النبي صلىاللهعليهوآله ، أو قاطعها شهرا ، وقيل : أكثر من شهرين ، فنزلت فيها وفي عائشة الآية ٢٨ من سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً.)
وكانت كثيرا ما تسخر وتعيّر ـ هي وعائشة ـ بعض نساء النبي صلىاللهعليهوآله كأمّ سلمة وصفية بنت حيي ، فنزلت فيهما الآية ١١ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ ....)
ولما طلّقها النبي صلىاللهعليهوآله نزلت الآية ١ من سورة الطلاق : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ....)
وفي أحد الأيام أسرّها النبي صلىاللهعليهوآله حديثا وطلب منها أن لا تفشيه لأحد ، ولكنّها في نفس اليوم أخبرت عائشة بذلك الحديث ، فنزلت فيها الآية ٣ من سورة التحريم : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ