بعثه الله إليهم ، فملّكه مشارق الأرض ومغاربها ، فسمّي بذي القرنين.
وهناك أسباب أخرى لتسميته بذي القرنين تركتها للاختصار.
عمّر ٥٠٠ عام ، وكان له خليل من الملائكة يدعى رفائيل ، فكان ينزل إليه ويحدّثه ويناجيه.
أما الإسكندر اليوناني الّذي كان يعرف بذي القرنين أيضا ، فإنّه لمّا مات أبوه فيلقوس تمكّن من أن يجمع الروم في مملكة واحدة بعد أن كانوا طوائف متفرقة ، وحشّد جيشا عرمرما ضخما توجّه به نحو بلاد المغرب وأخضعها لحكومته ، ثم واصل زحفه حتى وصل البحر الأخضر ، ومنه توجه إلى بلاد الشام وافتتحها ، وأخضع لحكمه ملوك بني إسرائيل ، ثم غزا بلاد ما بين النهرين ـ العراق ـ واحتلّها ، ثمّ استولى على بلاد فارس وقتل ملكها ـ دارا ـ ثمّ واصل زحفه نحو الهند والصين ، وأخضعهما لحكومته.
وبعد تلك الفتوحات عاد إلى العراق عن طريق خراسان ، فلمّا وصل إلى مدينة شهر زور مرض بها لمدة قصيرة ، ثم هلك بها سنة ٣٢٣ قبل ميلاد المسيح عليهالسلام ، وكان عمره يومئذ ، ٣٦ سنة ، وقيل : لم يبلغ ٣٣ سنة ، وقيل : توفّي ببيت المقدس ، ونقل رفاته إلى الإسكندرية فدفن فيها.
وهناك أقوال أخر تدور حول شخصية ذي القرنين تركتها لعدم الإطالة.
القرآن العظيم وذو القرنين
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ...) الكهف ٨٣.
(إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) الكهف ٨٤.
(فَأَتْبَعَ سَبَباً) الكهف ٨٥.
(قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) الكهف ٨٦.
(قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ...) الكهف ٨٧.
(حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ ...) الكهف ٩٠.