كان من جملة النفر القليل الذين شهدوا مراسم دفن فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
شهد فتح مصر ، وكان من جملة الستة الذين رشّحهم عمر للخلافة من بعده.
كان في بادئ أمره من أوائل المسلمين والمتفانين في سبيل الإسلام والنبي صلىاللهعليهوآله ، ومن المناصرين للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولكن ـ ومع مزيد الأسف ـ ختمت عاقبته بالوبال والخسران ، حيث اشترك في شنّ الحرب على خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآله ووصيّه وابن عمّه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام يوم الجمل بالبصرة ، فكان من رءوس جيش عائشة وفلول عساكرها التي جاءت لمحاربة الإمام عليهالسلام.
في يوم الجمل انفرد به الإمام عليهالسلام وقال له : أتذكر يا زبير! إذ كنت أنا وأنت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فنظر إليّ النبي صلىاللهعليهوآله وضحك وضحكت ، فقلت أنت : لا يدع ابن أبي طالب زهوه ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : أتحبّه يا زبير؟ فقلت : إنّي والله! لأحبّه ، فقال صلىاللهعليهوآله لك : إنّك والله! ستقاتله وأنت له ظالم. فتذكّر الزبير ذلك وانصرف عن القتال نادما ، فنزل بوادي السباع بالبصرة ، فأتاه عمرو بن جرموز وقتله ، وذلك في العاشر من جمادى الأولى سنة ٣٦ ه ، وعمره يومئذ ٦٧ سنة ، وقيل : ٦٦ ، وقيل : ٦٤ ، ودفن بوادي السباع.
كان من الأثرياء المعروفين ، ففي أيام عثمان بن عفان اقتنى الضياع والدور ، فشيّد قصرا ضخما بالبصرة ، وابتنى دورا بمصر والكوفة والإسكندرية.
قال النبي صلىاللهعليهوآله للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : يا علي! ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، فمن قاتلك منهم فإنّ لك بكل رجل منهم شفاعة في مائة ألف من شيعتك ، فقال الإمام عليهالسلام : فمن الناكثون يا رسول الله؟ فقال صلىاللهعليهوآله : طلحة والزبير ، سيبايعانك بالحجاز وينكثان بيعتك بالعراق ، فإذا فعلا ذلك فحاربهما ، فإنّ في قتالهما طهارة لأهل الأرض ... إلى آخر الحديث.
قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : «ما زال الزبير رجلا منّا أهل البيت حتى نشأ ابنه المشئوم عبد الله».
وقال عليهالسلام كذلك في حقه : «ألا إنّ أئمة الكفر في الإسلام خمسة : طلحة والزبير