قبيلة سامر الإسرائيليّة ، وقيل : نسبة إلى السامريّين ، وهم فرع من الآشوريّين اعتنقوا اليهودية ، وكانت لديهم نسخة من التوراة بلغتهم تختلف مضامينها عن بقيّة نسخ التوراة ، وقيل : كلمة السامريّ تطلق على كلّ مرتدّ عن دين موسى بن عمران عليهالسلام ، وقيل : السامريّ أو الشامري نسبة إلى سامر أو شامر أو شامرة أو شومير أو شاميرون ، ومعناه : الحارس.
وعلى أيّ تقدير ، فأنّ السامريّ إسرائيليّ ومن أصحاب موسى بن عمران عليهالسلام ، وكان على مقدّمة رجال يوم عبور البحر ، عرف بالسخاء والكرم ، وكان عالما بالنجوم والصياغة ، وملمّا بالكهانة.
يقال : إنّه من أهل كرمان من بلاد فارس ، وقيل : كان من أهل باجرمى قرب الرقة بأرض الجزيرة ، وكان من قوم يعبدون البقر.
وهناك قول بأنّه لم يكن مؤمنا بشريعة موسى عليهالسلام ، بل كان مشركا منافقا ، يظهر الإيمان لموسى عليهالسلام ولبني إسرائيل ويبطن الكفر ، ويقال : إنّه ولد من سفاح.
والسامريّ هو صاحب العجل الذي عبده بنو إسرائيل ، وقصة السامريّ وعجله هي:
بعد أن قرّر موسى بن عمران عليهالسلام الذهاب إلى ميقات الله ولاستلام التوراة خلّف أخاه هارون عليهالسلام على بني إسرائيل ، وحدّد مدّة غيابه عنهم ثلاثين يوما ، وبعد أن أخّره الباري إلى تمام الأربعين استبطأه الإسرائيليّون ، فانتهز السامريّ غيبته عن قومه ، فأخذ الحليّ الذهبيّة من نساء بني إسرائيل وصهرها في النار وعمل منها عجلا ذهبيا ، وأجرى عليه عملية فنيّة دقيقة ، بحيث إذا دخلت الريح من دبر العجل وخرجت من فمه صدر منه صوت كخوار العجل الطبيعي ، فلما سمع اليهود صوت العجل فرحوا بذلك ورقصوا له ، فكان السامريّ يقول لهم : هذا إلهكم وإله موسى عليهالسلام ، فعكفوا على عبادة العجل وأقاموا الاحتفالات لذلك.
ويقال : إنّ السامريّ عند ما عبر البحر وهو على مقدمة جماعة موسى رأى جبرئيل عليهالسلام وهو على ظهر برذون ، فكان ذلك البرذون كلّما وضع حافره على مكان من الأرض تحرّك ذلك الموضع ، فأخذ السامريّ مقدارا من تراب وقع عليه حافر البرذون للاستشفاء