جنديسابور ، وقيل : من شيراز ، وقيل : كان أبوه من دهاقين جي.
ولد برامهرمز ، ونشأ بها في عائلة ومحيط يدينون بالمجوسيّة ، ويعبدون النيران.
في أحد الأيّام مرّ بكنيسة للنصارى ، فرآهم يقيمون شعائرهم الدينيّة فأعجبته ، فصمّم على الهروب من أبيه وأسرته وبلده ، فانتقل إلى بلاد الشام ودخل إحدى كنائسها ، فأقام بها يخدم أسقفها ، وبعد مدّة انتقل إلى الموصل ، وأصبح بها خادما لكنيستها وكاهنها ، وبعد مدّة من إقامته في الموصل انتقل إلى مدينة عموريّة ببلاد الروم ، وبها قام بخدمة كنيستها والراهب فيها ، ولما حضرت الراهب الوفاة قال له : إنّ نبيّا سيبعث على دين إبراهيم الخليل عليهالسلام ، ويتواجد بأرض ذات نخل ، وله آيات وعلامات ، منها : خاتم النبوة بين منكبيه ، ويأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، فأوصاه الراهب أن يلحق به ويؤمن برسالته.
فلما توفّي الراهب انتقل سلمان (ره) إلى وادي القرى من أعمال المدينة المنوّرة المليء بالنخيل ، فعلم بأنّه البلد الذي أشار إليه الراهب ، ثم انتقل إلى المدينة المنوّرة ، فلم يلبث بها طويلا حتى سمع ببعثة النبي محمد صلىاللهعليهوآله ، فقدم عليه وهو بقباء ، فقدّم شيئا من الأكل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : بلغني أنّك رجل صالح ومعك رجال ذو حاجة ، فأردت أن أتصدّق بهذا الطعام عليكم ، فكفّ النبي صلىاللهعليهوآله يده ، وقال (ره) لأصحابه : كلوا ، فتيقّن من شخصية النبيّ صلىاللهعليهوآله الذي أشار إليه الراهب حيث امتنع عن أكل الصدقة.
ولمّا انتقل النبيّ صلىاللهعليهوآله من مكّة إلى المدينة قدم عليه وقدّم له طعاما بعنوان الهديّة ، فمدّ النبي صلىاللهعليهوآله يده وأكل.
وفي أحد الأيام تبع النبي صلىاللهعليهوآله وهو يشيّع جنازة إلى بقيع الغرقد بالمدينة ومعه أصحابه ، فأخذ يراقب ظهر النبي صلىاللهعليهوآله عسى أن يرى الخاتم بين منكبيه ، فعلم النبي صلىاللهعليهوآله بنيّة سلمان (ره) ، فألقى رداءه فرأى سلمان (ره) خاتم النبوّة.
وبعد أن تأكّدت لديه الصفات والعلامات الفارقة للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، والتي أخبره بها الراهب ، فوقع على النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو يقبّله ويبكي ، فأجلسه النبيّ صلىاللهعليهوآله بين يديه ، فأخذ سلمان (ره) يحدّث النبيّ صلىاللهعليهوآله عن مراحل حياته في بلده وفي خارجه حتّى تشرّف بلقياه.