إحدى زوجات رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عرفت برسوخ الإيمان والصلاح والتّقى ، ومن المهاجرات الجليلات ، وكانت سديدة الرأي ، وعلى جانب كبير من الكمال والعقل والجمال ، وكانت أفضل نساء النبي صلىاللهعليهوآله بعد خديجة بنت خويلد عليهاالسلام.
كان أبوها من أشراف وأجواد قريش ، فكان يعرف بزاد الركب.
قبل أن يتزوّجها النبيّ صلىاللهعليهوآله كانت تحت أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزوميّ ، فلما توفّي تزوّجها رسول الله صلىاللهعليهوآله في شهر شوال سنة ٢ ه ؛ وقيل : سنة ٤ ه.
كانت من جملة المهاجرات إلى الحبشة والمدينة.
وكانت من ثقات المحدّثات ، فروت عن النبيّ صلىاللهعليهوآله وعن فاطمة الزهراء عليهاالسلام أحاديث معتبرة ، وروى عنها جماعة ، وكانت تجيد القراءة ولا تكتب.
لما أراد النبيّ صلىاللهعليهوآله أن يتزوجها وصفوا جمالها وبهاءها لعائشة فحزنت حزنا شديدا ، فلما تزوّجها النبي صلىاللهعليهوآله رأتها عائشة فقالت : والله إنّها أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال.
أمرها النبيّ صلىاللهعليهوآله برعاية الزهراء عليهاالسلام وتربيتها بعد وفاة السيّدة فاطمة بنت أسد عليهاالسلام ـ أمّ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ـ فكان ذلك يؤلم عائشة ويزعجها ، فكانت إلى جانب الزهراء عليهاالسلام حتى في ليلة زفافها.
ولكونها كانت كثيرة الولاء والإخلاص لأهل بيت النبوّة (صلوات الله عليهم) أودع النبي صلىاللهعليهوآله عندها قبل وفاته قارورة فيها شيء من التراب ، وقال صلىاللهعليهوآله لها : إنّ جبرئيل عليهالسلام أعلمني بأن أمّتي ستقتل الحسين عليهالسلام ، فإذا صار التراب في القارورة دما عبيطا فاعلمي أنّه قد قتل ، فكانت تلاحظ تلك القارورة بين حين وآخر ، وفي أحد الأيّام نظرت إلى التراب في القارورة صار دما عبيطا ، فعلمت بمقتل الحسين عليهالسلام فصاحت : وا حسيناه! وابن رسول الله! وتصارخت نساء المدينة من كل صوب وحدب ، وارتجّت المدينة بالصياح والنياح التي ما سمع بمثله قط ، فكانت أوّل صارخة وباكية على الحسين عليهالسلام في المدينة.
كان الإمام الحسين عليهالسلام عند ما رحل إلى العراق لمقارعة ظلم يزيد بن معاوية وعمّاله