وكانت إليه راية الرؤساء المسمّاة بالعقاب ، وإذا حميت لهم حرب اجتمعت قريش فوضعتها بين يديه ، وهو أصل الشجرة الأمويّة البغيضة الملعونة ، ووالد معاوية وجدّ يزيد.
كان شجاعا فاتكا ، شاعرا ، تاجرا ، ومن أثرياء قومه ، وكان يتجر في الزيت والأدم إلى بلاد الشام وبلاد العجم وغيرها ؛ ولد قبل عام الفيل بعشر سنين ، وأصبح من ألدّ خصوم النبي صلىاللهعليهوآله والإسلام والمسلمين ، وحجر عثرة أمام انتشار الشريعة الغرّاء.
قام بتجميع الأحزاب والجيوش لمقارعة النبي صلىاللهعليهوآله وإيقاف دعوته ، وبذل أموالا طائلة وجهودا جبّارة ليصدّ النبي صلىاللهعليهوآله عن دعوته ، فكان بنفاقه وأمواله وكل ما لديه من حول وقوّة رأس كل فتنة ومؤامرة حاكتها قريش على النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
لعنه النبي صلىاللهعليهوآله في مواطن عديدة ، منها : ما روي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب بأنه قال : «إنّ أبا سفيان ركب بعيرا له ليلة العقبة ، ومعاوية يقوده ، ويزيد يسوقه ، فرآهم النبي صلىاللهعليهوآله فقال : اللهمّ العن الراكب والقائد والسائق».
ولعنه النبي صلىاللهعليهوآله في مناسبات أخر ، منها : يوم هجرته من مكّة إلى المدينة ، ويوم العير ، ويوم أحد حيث قاد أبو سفيان قريشا كلّها لحرب المسلمين ، ويوم الخندق ، ويوم الحديبية وغيرها.
ويوم مات عمر بن الخطاب وتسلّم الحكم عثمان بن عفّان قال لعثمان : بأبي أنت وأمّي تداولوها يا بني أميّة تداول الولدان للكرة ، فو الله! ما من جنّة ولا نار.
وقال الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام في محضر معاوية بن أبي سفيان وأصحابه : أنشدكم بالله أتعلمون أنّ أبا سفيان أخذ بيد الحسين بن علي عليهماالسلام حين بويع عثمان بن عفّان وقال : يا بن أخي أخرج معي إلى بقيع الغرقد ـ مقبرة المدينة المنورة ـ فخرجا حتى توسّطا القبور ، فصاح أبو سفيان بأعلى صوته : يا أهل القبور ؛ الذي كنتم تقاتلونا عليه صار بأيدينا وأنتم رميم ، فقال الحسين عليهالسلام : قبّح الله شيبتك ، وقبّح الله وجهك ، ثم نتر يده وتركه.
قال عبد الله بن العبّاس : والله ما كان أبو سفيان إلّا منافقا.