يقال : إنّه أسلم ليلة فتح مكة سنة ٨ ه ، خوفا من القتل ، واستعمله النبي صلىاللهعليهوآله على نجران ، وشهد مع النبي صلىاللهعليهوآله حنينا والطائف ، وفي يوم الطائف فقئت إحدى عينيه ، واشترك في واقعة اليرموك ، وفيها فقئت عينه الأخرى.
وبعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله رجع إلى مكّة وأقام بها مدّة ثم رجع إلى المدينة ، ولم يزل بها حتى هلك ، وقيل : هلك بدمشق وهو أعمى سنة ٣١ ه ، وقيل : سنة ٣٢ ه ، وقيل : سنة ٣٤ ه ، وقيل : سنة ٣٣ ه ، وصلّى عليه عثمان بن عفان ، ودفنوه في البقيع بالمدينة المنوّرة. وكان عمره يوم مات ٨٨ سنة ، وقيل : ٩٣ سنة.
القرآن العظيم وأبو سفيان
اتّفق هو وكافر آخر يدعى كعب بن الأشرف على محاربة النبي صلىاللهعليهوآله في معركة أحد ، فنزلت فيهما الآية ١٢ من سورة آل عمران : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ.)
ولكونه كان ومن على شاكلته من المشركين يبذلون أموالا طائلة يوم واقعة بدر للقضاء على النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين نزلت فيهم الآية ١١٧ من نفس السورة : (مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ....)
بعد معركة أحد أوقع الله الرعب في نفوس أتباعه وسائر المشركين ، فنزلت فيهم الآية ١٥١ من نفس السورة : (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللهِ ....)
ونزلت فيه وفي أتباعه الآية ١٧٢ من السورة نفسها : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ ....)
وشملته الآية ٢٥ من سورة الأنعام : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ....)
بعد أن انكسر الكفار في واقعة بدر وأصابهم الفشل والخسران اجتمع ابو سفيان بجماعة من الكفار وقرّروا جمع الأموال والعتاد لغزو النبي صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيهم الآية ٣٦