أدرك الإسلام ولم يسلم ، بل طغى وتجبّر وأصبح من أعداء النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، ومن المستهزئين بهم.
اشترك في واقعة بدر في السنة الثانية من الهجرة إلى جانب المشركين ، فقتله الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
بعد أن أعلن النبي صلىاللهعليهوآله الدعوة الإسلامية بعثته قريش إلى النبي صلىاللهعليهوآله لكي يكلّمه ويطرح عليه أمورا ، فجاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله وجلس عنده ، وسرد له جملة من المقدّمات إلى أن قال : يا ابن أخي! إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتّى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت تريد به شرفا سوّدناك علينا حتّى لا نقطع أمرا دونك ، وإن كنت تريد ملكا ملّكناك علينا. ثم عرض أمورا أخر ، فلما فرغ من كلامه ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : هل أتممت كلامك يا أبا الوليد؟ قال : نعم ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : فاسمع ما أقول ، قال : أفعل ، فقال صلىاللهعليهوآله : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* حم* تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ...) ثم استمر النبي صلىاللهعليهوآله في قراءة بقيّة آيات السورة حتّى انتهى إلى السجدة منها ، فسجد النبي صلىاللهعليهوآله ، ثم قال : قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت ؛ فأنت وذاك.
فرجع عتبة إلى أصحابه ، فقالوا له : ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال : ورائي أنّي قد سمعت قولا ، والله! ما سمعت مثله قط ، والله! ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة.
يا معشر قريش! أطيعوني واجعلوها بي ، وخلّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه ، فاعتزلوه ، فو الله! ليكوننّ لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم ، وعزّه عزّكم ، وكنتم أسعد الناس به. فقالوا : سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه! قال عتبة : هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم.
القرآن العظيم وعتبة بن ربيعة
في أحد الأيّام اجتمع هو وبعض المشركين على النبي صلىاللهعليهوآله ؛ واستمعوا إليه وهو يقرأ