والكنيسة المسيحيّة تعترف بجميعها عدا إنجيل برنابا ، ويقولون إنّه مخلوق وغير قانونيّ.
يقول المحقّقون : إنّ الأناجيل المذكورة والموجودة بأيدي المسيحيّين لم تكن لها أصالة وصحّة من حيث المحتوى والسند ، بل تلاعبت بها الأهواء والأغراض ومعطيات المراحل الزمنيّة التي مرّت بها.
وبعد أن لاقى الأمرين من أعدائه اليهود وغيرهم وشوا به ، وتآمروا عليه ، وشكوه إلى الوالي فأمر بإلقاء القبض عليه ، وهنا تدخّلت عظمة البارئ وحكمته حيث أنقذه من جلاوزة الوالي ، وجاءوا بأحد تلاميذه وكان يدعى يهوذا الأسخريوطي وكان يشبهه ، وقد وشى بعيسى عند الوالي ، فأخذوه وصلبوه ببيت لحم حتّى هلك ، فنجا عيسى عليهالسلام من شرور اليهود ومناوئيه ، ورفعه الله عزوجل بجسده وروحه حيّا إلى السماء ، وسيبقى على قيد الحياة حتّى ظهور صاحب الأمر والزمان الحجّة بن الحسن عليهالسلام ، فيصبح من أنصار الحجّة عليهالسلام وأتباعه.
وبعد مقتل الأسخريوطي شاع بين الناس بأنّ عيسى عليهالسلام صلب فمات. وللمسيحيّين فيه عقائد وقصص وخرافات لم ينزل الله بها من سلطان ، ولا ذكرها معصوم ، بل صوّرتها لهم أخيلتهم ، فاتّهموه بتهم باطلة ، وألصقوا به أمورا وحوادث هو براء منها ، ومن جملة ما قالوا فيه : هو الله ، وابن الله ، وروح القدس ، وغيرها من النعوت والصفات والأباطيل بالنسبة إليه ولأمّه عليهماالسلام. رفع السيّد المسيح عليهالسلام إلى السماء سنة ٦٢٢ قبل الهجرة المحمّدية صلىاللهعليهوآله ، وعمره يومئذ ٣٤ سنة ، وقيل : ٣٣ سنة ، وقيل ٤٠ سنة.
والفترة الزمنيّة بينه وبين سيّدنا ونبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله كانت ٦٠٠ سنة ، وقيل : ٥٠٠ سنة ، وقيل : ٥٦٠ سنة ، وقيل : ٥٤٠ سنة ، وقيل : ٦٢٠ سنة ، وقيل غير ذلك.
وطيلة مدّة عمره الشريف لم يتزوّج قطّ.
وبعد أن رفعه الله إلى السماء سلّط الله على اليهود ومناوئيه أحد ملوك الطوائف من ولد نبوخذنصّر ، فقتلهم وشتّتهم ، فضربت عليهم الذلّة والمسكنة.
وصف الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام عيسى عليهالسلام بقوله : «كان يتوسّد الحجر ، ويلبس