ولا تخافي ممّا يقولون ، وقولي لهم : إنّي نذرت لله صوما عن الكلام ، فلن أكلّم أحدا من الناس ، وإنّ الله سبحانه سيدافع عنك ، ويبرهن على طهارتك وعفّتك.
وعند ولادتها لم يكن لها بيت في بيت لحم تأوي إليه للولادة ، فدخلت أحد أمكنة الرعاة الذين كانوا قد ذهبوا بمواشيهم للرعي ، فولدت فيه ، ويقال : إنّها جاءت إلى بيت لحم ـ مع أحد أبناء عمومتها أو ابن خالها يوسف بن يعقوب النجّار ؛ لإثبات اسميهما في دفاتر إحصاء النفوس بموجب أوامر صدرت من أوغسطين ملك ذلك العصر ـ فولدت عيسى عليهالسلام.
لمّا دخلت على قومها وهي تحمل وليدها عيسى عليهالسلام قابلوها بالازدراء والعنف واللوم ، واتّهموها بالزنى والفاحشة والإثم ، فأشارت إلى عيسى عليهالسلام وهو في المهد ، طالبة توجيه أسئلتهم إليه ، فتعجّبوا من طلبها بتكليم طفل في المهد ، فلم يمهلهم عيسى عليهالسلام حتّى أخذ بالدفاع عن أمّه وعن براءتها ونزاهتها ، ثمّ أخبرهم بأنّه سيكون نبيّا عالما يأتيه الله الكتاب من السماء.
إنّ الملك هيرودس أصدر أمرا بقتل كلّ طفل يوجد في بيت لحم ، فعند ذاك رحل يوسف النجّار ومريم عليهاالسلام وطفلها عيسى عليهالسلام إلى مصر خوفا من بطش هيرودس بعيسى عليهالسلام ، فدخلوا مصر واستقرّوا بها في مدينة عين شمس مدّة ١٢ سنة ، فلمّا هلك الملك رجعوا إلى فلسطين.
ولم تزل مواظبة على ولدها في تربيته ونشأته حتّى بلغت ٥١ سنة فتوفّيت في مصر.
لها جملة من الألقاب كالعذراء والقدّيسة والبتول وغيرها.
قال النبيّ المصطفى صلىاللهعليهوآله عنها : «إنّها من نساء الجنّة».
وكانت من جملة النساء اللواتي حضرن لمساعدة خديجة الكبرى عليهاالسلام ـ زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ عند ولادتها لفاطمة الزهراء عليهاالسلام.
القرآن العزيز ومريم بنت عمران
(فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي