يزيد حتّى يمتلئ ويستوي ، ثمّ لا يزال ينقص حتّى يعود كما بدا ، لا يكون على حالة واحدة؟ فنزلت جوابا لهما الآية ١٨٩ من السورة نفسها : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ....)
وشملته الآية ٢١٩ من نفس السورة : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ ....)
وسبب نزولها هو مجيء معاذ مع نفر من الأنصار إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالوا : أفتنا في الخمر والميسر ، فنزلت تلك الآية جوابا لهم.
وشملته كذلك تتمّة الآية ٢١٩ من نفس السورة : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ ....)
والآية ٦٩ من سورة آل عمران : (وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ....)
وفي أحد الأيّام افتخر وهب بن يهوذا ومالك بن الضيف اليهوديّان على معاذ وجماعة من المسلمين ، وقالا : إنّ ديننا خير ممّا تدعوننا إليه ، ونحن خير وأفضل منكم ، فأنزل الله سبحانه ردّا عليهم الآية ١١٠ من سورة آل عمران : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ....)
ولمّا كفر اليهود بالنبيّ صلىاللهعليهوآله قال لهم معاذ وآخرون من المسلمين : يا معشر اليهود! اتّقوا الله ، فو الله إنّكم لتعلمون أنّه رسول الله ، ولقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه ، وتصفونه لنا بصفته ، فقال بعض اليهود : ما قلنا لكم هذا قطّ ، وما أنزل الله من كتاب بعد موسى عليهالسلام ، ولا أرسل بشيرا ولا نذيرا بعده ، فأنزل الله سبحانه في ذلك الآية ١٩ من سورة المائدة : (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ ، مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ ....)(١)
__________________
(١). الاختصاص ، ص ١٨٤ ؛ ارشاد القلوب ، ص ٣٩١ و ٣٩٢ ؛ أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ١٣٤ و ١٥٧ ؛ أسباب النزول ، للقاضي ، ص ٢٨ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٥٢ و ٦٤ و ١٠١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ج ٣ ، ٣٥٥ ـ ٣٦١ ؛ اسد الغابة ، ج ٤ ، ص ٣٧٦ ـ ٣٧٨ ؛ الاشتقاق ، ج ٢ ، ص ٤٦٦ ؛ الاصابة ، ج ٣ ، ص ٤٢٦ و ٤٢٧ ؛ الأعلام ، ج ٧ ، ص ٢٥٨ ؛ الأغاني ، ج ١٥ ، ص ١٢ ؛ أيام العرب في الاسلام ، ص ١٣٠ و ٢٢٥ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ١١٧