كان هو وجماعة من المسلمين يلقون أذى كثيرا من المشركين ، فكانوا يقولون للنبيّ صلىاللهعليهوآله : ائذن لنا في قتال المشركين ، فكان يقول صلىاللهعليهوآله لهم : «كفّوا أيديكم عنهم ، فإنّي لم أؤمر بقتالهم» فلمّا هاجر النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى المدينة وأمرهم الله سبحانه بقتال المشركين كرهه بعضهم ، وشقّ عليهم ، فنزلت فيهم الآية ٧٧ من سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ ....)
خرج في سريّة فمرّوا برجل في غنيمة له ، فأرادوا قتله ، فقال : لا إله إلّا الله ، فقتله المقداد ، فقيل له : أقتلته وقد قال : لا إله إلّا الله ، وهو آمن في أهله وماله؟ فلمّا قدموا على النبيّ صلىاللهعليهوآله ذكروا ذلك له ، فنزلت فيه الآية ٩٤ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً ....)
وشملته الآية ٨٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ...) وقد ذكرنا سابقا سبب نزول الآية المذكورة.
وكذلك شملته الآيات التالية :
الأنعام ٥١ (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ....)
التوبة ١٠٠ (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ ....)
الحجر ٤٧ (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ....)
الكهف ٢٨ (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ....)
الحجّ ٢٣ (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ ....)
ومحمّد ٢ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ ....)(١)
__________________
(١). الاحتجاج ، ص ٧٧ ؛ الاختصاص ، ص ٣ و ٥ و ٦ و ٨ و ١١ و ١٣ و ٦١ و ٢٢٣ ؛ أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ، ص ٣٩٥ ؛ أسباب النزول ، للقاضي ، ص ٧٦ و ٧٧ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٣٧ و ١٤١ ؛ الاستيعاب ، حاشية الاصابة ، ج ٣ ، ص ٤٧٢ و ٤٧٦ ؛ اسد الغابة ، ج ٤ ، ص ٤٠٩ و ٤١١ ؛ الاشتقاق ، ج ٢ ، ص ٥٤٩ ؛ الاصابة ، ج ٣ ، ص ٤٥٤ و ٤٥٥ ؛ الأعلام ، ج ٧ ، ص ٢٨٢ ؛