ولمّا دخل موسى عليهالسلام وهارون على فرعون عرض موسى عليهالسلام مطالبه عن طريق أخيه هارون ، فجرت محاورة حادّة بينه وبين فرعون انصبّت حول طلب فرعون من موسى عليهالسلام الاعتراف بربوبيّته وتقديسه ، وطلب موسى عليهالسلام بوجوب عبادة الله الواحد القهّار دون سواه ؛ مبيّنا له عظمة البارئ في خلقه ، ونعمه الشاملة لجميع مخلوقاته.
وبعد أن أخذ موسى عليهالسلام يلحّ على فرعون بنصائحه وإرشاداته ثارت عنده عناصر الكبرياء والتجبّر والغرور ، فأعلن بأنّه سيصعد إلى إله موسى عليهالسلام ويقتله ، وبذلك يثبت للناس كذب ادّعاءات موسى عليهالسلام ، فأمر وزيره هامان بن همداثا الأجاجيّ أن يبني له صرحا عاليا يصل به إلى السماء التي فيها إله موسى عليهالسلام لينازله ، وبعد أن بني له الصرح صعد عليه وصوّب سهما نحو السماء ، فعاد إليه نصله مخضّبا بالدم ، فقال فرحا : لقد قتلت إله موسى عليهالسلام.
وبعد أن عجز فرعون من إقناع موسى عليهالسلام بألوهيّته طلب منه معجزة تثبت صدق ادّعاءاته ، فجاء الوحي إلى موسى عليهالسلام : أن ألق عصاك فستنقلب ثعبانا مخيفا يتحرّك هنا وهناك ، وضع يدك في جيبك فتصبح بيضاء للناظرين ، فلمّا رأى فرعون وملؤه معجزتي موسى عليهالسلام اتّهموه بالسحر ، وقرّروا إحضار السحرة ليفعلوا ما فعله موسى عليهالسلام ، فلمّا اجتمع السحرة وحضر خلق كثير من الناس ألقى السحرة عصيّا وحبالا كانت بأيديهم ، فانقلبت العصيّ والحبال إلى حيّات وثعابين بعد أن سحروا أعين الناس وأخافوهم ، فجاء الوحي إلى موسى عليهالسلام بأن يلقي عصاه بين تلك الحيّات والثعابين ، فألقاها وإذا بها حيّة مهولة مخيفة ابتلعت حيّات وثعابين السحرة ، فاندهش الحضور وكانوا ثمانين ألفا ، وقيل : سبعين ألفا ، وقيل : حدود الثلاثين ألفا ، وقيل : كانوا ما بين تسعة عشرا ألفا واثني عشر ألفا ، وكان بين السحرة أربعون غلاما من بني إسرائيل تعلّموا السحر بأمر فرعون ، وخرّ السحرة ساجدين لله سبحانه وتعالى ، وآمنوا بشريعة موسى عليهالسلام ، وآمن الكثيرون من بني إسرائيل بشريعة موسى عليهالسلام بعد أن كانوا يؤلّهون فرعون.
وبعد أن عجز فرعون أمام معاجز وعظمة موسى عليهالسلام صمّم على عناده وتعنّته وكفره