وتعسّفه ، وأخذ يصدر الأوامر بقتل بني إسرائيل واستحياء نسائهم ، وقرّر التنكيل بشخص موسى عليهالسلام نفسه.
ومن الأوائل الذين أسلموا على يد موسى عليهالسلام هم : آسية بنت مزاحم زوجة فرعون مصر ، وحزقيل ، ومريم بنت موساء.
وفي ذلك الجوّ المرعب قام رجل من آل فرعون وكان ابن عمّه وخليفته وخازنه ، وكان يدعى حزقيل ، وقيل : حزبيل ، وقيل : خربيل ، وكان قد آمن بالله وبشريعة موسى عليهالسلام ، وكان يكتم ذلك ـ بالدفاع عن موسى عليهالسلام ، واحتجّ على فرعون وملئه على إقدامهم على قتل موسى عليهالسلام ، فقرّروا قتله ، ولكنّ الله نجّاه من القوم الظالمين.
وبعد أن أصرّ فرعون وقومه على كفرهم وطغيانهم وفسادهم أنزل الله عليهم عذابه بصور مختلفة ، فكانت أوّل مصيبة أصابتهم هي أن أجدب الله أرض مصر ، فنقصت ثمراتهم ، ثمّ جاء الطوفان الذي قضى على زرعهم وحرثهم ، ثمّ سلّط عليهم الجراد فأكل ما بقي من زرعهم وثمارهم ، ثمّ تتابعت الخطوب والرزايا حتّى جاء دور القمل ، وقيل : البعوض ، فأتعبتهم وسلبت راحتهم ، وما انتهى دور القمل حتّى سلّط الله عليهم الضفادع ، فكانت تتساقط في أطعمتهم وتتخلّل ملابسهم وفرشهم ، ثمّ أصيبوا بنزف الدم من أنوفهم ، ثمّ أحال الله ماء النيل إلى دم ، وأخيرا فلق الله نهر النيل.
وبعد تلك المصائب التي لحقت فرعون وملأه أمر الله موسى عليهالسلام بالرحيل من مصر ، فرحل موسى عليهالسلام وقومه من بني إسرائيل ـ وقد بلغوا ستّمائة وعشرين ألفا ـ من مصر إلى فلسطين ، فجهّز فرعون الجيوش وتتبّع أثر موسى عليهالسلام وقومه ليردّهم إلى مصر ، فلحق بهم وهم على ساحل البحر الأحمر ، فلمّا أحسّ بنو إسرائيل بفرعون وجنوده خافوا من بطشه ، فجاء الوحي إلى موسى عليهالسلام بأن يضرب أرض البحر ، فضربها فانفلق البحر وبانت أرضه ، فعبر موسى عليهالسلام وقومه إلى الشاطي الآخر ، فلمّا رأى فرعون انفلاق البحر وعبور موسى عليهالسلام ومن معه من اليابسة التي في البحر أمر جنوده باقتحام البحر من يابسته ، فلمّا توسّط هو وجنوده انطبق البحر بقدرة البارئ عليهم ، وغرقوا بأكملهم.