قبل الميلاد تزوّج من ابنة «هووخشتر» ملك الماديّين. بين سنتي ٥٩٧ قبل الميلاد و ٥٨٧ قبل الميلاد ، أمره لهراسب بأن يقود حملة على فلسطين ويحتلّها ، ويقال : إنّ الذي أمره باحتلال فلسطين هو الملك بهمن ملك بلاد فارس ، حيث ملّكه على بابل ، وأمره بالمسير إلى فلسطين والشام ، فتوجّه على رأس جيش ضخم يربو على الخمسين ألفا ، فاحتلّ أورشليم ، وأمر بتخريبها وإحراق التوراة ، وألقى بالجيف في المسجد الأقصى ، وقتل سبعين ألفا من الإسرائيليّين ، وسبى ذراريهم ، وصادر أموالهم ، وأسر خلقا كثيرا منهم بلغوا سبعين ألفا ، حملهم إلى بابل ، فبقوا في بابل ١٠٠ سنة تستعبدهم المجوس ، وكان بين الأسرى «يوياخين بن يوياقيم» ملك بني إسرائيل. بعد تلك المجازر هرب كثير من الإسرائيليّين إلى مصر ، وفلتوا من قبضته ، فكتب في سنة ٦٠٥ قبل الميلاد كتابا إلى فرعون مصر يقول فيه : إنّ عبيدا لي هربوا إلى مصر فأرسلهم إليّ وإلّا غزوتك ، فكتب إليه فرعون : ما هم بعبيدك ولكنّهم أحرار ، فغزاه نبوخت نصّر وتغلّب عليه في معركة «قرقميش» وقتل فرعون ، وسبى المصريّين ، ثمّ انطلق نحو بلاد المغرب في شمال إفريقية واحتلّها ، ثمّ عاد إلى بابل ومعه سبي كثير وأموال طائلة.
ظلّ بيت المقدس تحت سيطرته ٤٠ سنة ، ولم يزل يعذّب بني إسرائيل حتّى تزوّج امرأة منهم كانت تدعى ملحات بنت سلتائيل أخت زربابل ، فطلبت منه أن يردّ قومها إلى فلسطين ، فأرجعهم.
لمّا رجع الإسرائيليّون إلى فلسطين ملّكوا عليهم زربابل ، وفي أيّامه مسخ الله المترجم له بهيمة أنثى ، وطال شعره ، وصارت أظافيره كمخالب سباع الطيور.
ويقال في أواخر أيّامه أصابه الجنون ، وتصوّر نفسه بقرة ، فسكن البساتين والمزارع ، فكانت زوجته «نيتوكريس» تدير دفّة الحكم وشئونه.
ويقال : إنّ الله تاب عليه قبل موته فأحياه بشرا ، ثمّ مات بعد أن عمّر أكثر من ٥٥٠ سنة ، وقيل : ٣٠٠ سنة ، وبعد أن ملك ١٨٧ سنة ، وقيل : ٤٥ سنة.
وعن الإمام الصادق عليهالسلام قال : ملك الأرض كلّها أربعة : مؤمنان وكافران ، فأمّا المؤمنان : سليمان بن داود عليهماالسلام وذو القرنين ، وأمّا الكافران : نمرود وبخت نصّر.