الإشارة والضمائر ـ أيضا ـ عام ، وإنّ تشخصه (١) إنما نشأ من قبل طور استعمالها ، حيث إنّ أسماء الإشارة وضعت ليشار بها إلى معانيها ، وكذا (٢) بعض الضمائر ، وبعضها (٣) ، ليخاطب به المعنى ، والإشارة والتخاطب يستدعيان التشخص ، كما لا يخفى.
فدعوى : أن المستعمل فيه في مثل «هذا» أو «هو» أو «إياك» إنّما هو المفرد المذكر ، وتشخصه إنّما جاء من قبل الإشارة ، أو التخاطب بهذه الألفاظ إليه ، فإنّ الإشارة أو التخاطب لا يكاد يكون إلّا إلى الشخص أو معه ، غير مجازفة (٤).
______________________________________________________
عن حيّز الموضوع له ، والمستعمل فيه «أنّه يمكن أن يقال : إنّ المستعمل فيه في مثل أسماء الإشارة والضمائر أيضا عام» ، وخصّ عمومية المستعمل فيه بالذكر ؛ لأنّ عمومية المستعمل فيه تستلزم عمومية الوضع والموضوع له.
(١) أي : تشخص المستعمل فيه نشأ من قبل طور استعمال أسماء الإشارة. فلا يمكن أن يكون مأخوذا في الموضوع له جزءا أو قيدا والضمائر في استعمالها ـ وبها ـ ومعانيها ـ ترجع إلى أسماء الإشارة.
(٢) أي : مثل أسماء الإشارة : بعض الضمائر وضع ليشار به إلى معناه كضمير الغائب.
(٣) أي : بعض الضمائر وضع ليخاطب به المعنى.
وحاصل الكلام : أنّ المستعمل فيه بمثل هذا وهو وإياك إنّما هو المفرد المذكر وهو عام ، والتشخص الناشئ من الإشارة في هذا وهو ومن التخاطب في إياك لا يكون موجبا لتشخص المستعمل فيه ، لأنه نشأ من الاستعمال ، فكما أنّ كلا من لحاظ الآلية والاستقلالية خارج عن متن المعنى في الأسماء والحروف فكذلك الإشارة والتخاطب خارجان عن أصل المعنى في أسماء الإشارة والضمائر. غاية الأمر : أنّ اسم الإشارة وضمير الغائب وضعا ليراد منهما الإشارة إلى المعنى ، وضمير المخاطب ليراد منه التخاطب معه.
(٤) قوله : «غير مجازفة» خبر عن قوله : «فدعوى ...» إلخ ، والتعبير بالجزاف لعله إشارة إلى عدم برهان عليه كما في حاشية المشكيني.
بيان ذلك : أنّه لا إشكال في وجود إشارة خارجية في مقام استعمال أسماء الإشارة ، وإنّما الإشكال في أنّ تلك الإشارة داخلة في الموضوع له أو المستعمل فيه ، ومن قيود الوضع أو غرض منه ، أو من باب الانصراف لكثرة الاستعمال في هذا المقام. ومختار