(وفرقة أهل ضلال مذبذبين بين ذلك ، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، وإمامهم هذا لأحد الثلاثة») (١) ، قال الراوي : فسألتهم عن أهل الحقّ وإمامهم ؟ فقالوا : هذا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام إمام المتّقين ، وأمسكوا عن الاثنين ، فجهدت أن يسمّوهما ، فلم يفعلوا (٢).
وكذا من الشواهد ما سيأتي في محلّه من قول النبيّ صلىاللهعليهوآله المسلَّم بين المخالف والمؤالف : «لا يزال طائفة من اُمّتي على الحقّ لا يضرّهم خذلان من خذلهم» (٣) .
وكذا سائر ما مرّ ويأتي ممّا يدلّ على كون هذه الفرقة قليلين مقهورين.
ولهذا يظهر حينئذٍ عدم الاعتماد على ظاهر ما رواه الطبراني والمقدسي عن أبي اُمامة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهأنّه قال : «إنّ بني إسرائيل تفرّقت على إحـدى وسبعين فرقة ، وإنّ هـذه الاُمَّة ستزيـد عليهم فرقة كلّها في النار إلاّ السـواد الأعظم» (٤) ؛ لأنّه لا يمكـن حمل السواد الأعظم على ما هو المتعارف من معظم الناس وعامّتهم ؛ إذ قد بيّنّا لا سيّما في الباب الثالث بالآيات والروايات والدرايات ذموماً فيهم ، وأنّ دأبهم الميل إلى خلاف الحـقّ والصواب ، وأنّ أهـل الحقّ في عامّة الأوقات قليلون مقهورون
__________________
(١) ما بين القوسين لم يرد في «م» .
(٢) حكاه عنهم السيّد ابن طاووس في الطرائف ١ : ٣٤٠ / ٣٤٦ ، وكذا عن ابن مردويه في اليقين : ٤٧٥ / ١٨٥ ، وأيضاً ابن جبر في نهج الايمان ١٥٩ ، والبياضي في الصراط المستقيم ١ : ٢٦٩ ، والشيرازي في الأربعين : ٢٢٥ .
(٣) صحيح مسلم ٣ : ١٥٢٣ / ١٩٢٠ ، سنن الترمذي ٤ : ٥٠٤ / ٢٢٢٩ ، الصراط المستقيم ٣ : ٨٧ .
(٤) المعجم الكبير ٨ : ٣٢١ / ٨٠٣٥ ، ولم نعثر على رواية المقدسي .