لعكرمة بن أبي جهل (١) لما قدم من اليمن فرحا بقدومه (٢).
فإن قلت : قد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : (من أحب أن يتمثل (الناس له) (٣) قياما فليتبوأ مقعده من النار) (٤).
ونقل : أنه صلىاللهعليهوآله كان يكره أن يقام له ، فكانوا إذا قدم لا يقومون ، لعلمهم كراهته ذلك ، فإذا فارقهم قاموا حتى يدخل منزله ، لما يلزمهم من تعظيمه (٥).
قلت : تمثل الرّجال قياما هو ما يصنعه الجبابرة من إلزامهم الناس بالقيام في حال قعود هم إلى أن ينقضي مجلسهم ، لا هذا القيام المخصوص
__________________
(١) هو أبو عثمان عكرمة بن أبي جهل القرشي المخزومي ، كان شديد العداوة لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو أحد الأربعة الذين أباح النبي صلىاللهعليهوآله دماءهم ، ففر وركب البحر ، فأصابتهم عاصفة ، فعاهد ربه أن يأتي رسول الله صلىاللهعليهوآله ويبايعه إن أنجاه الله تعالى ، فنجا ، وأتى ، وأسلم فقام النبي صلىاللهعليهوآله فاعتنقه وقال : (مرحبا بالراكب المهاجر). قيل : قتل يوم اليرموك في خلافة عمر. (المامقاني ـ تنقيح المقال : ٢ ـ ٢٥٦).
(٢) انظر : القرافي ـ الفروق : ٤ ـ ٢٥٢.
(٣) في (ك) و (أ) و (م) : للنساء أو للرجال. وما أثبتناه من (ح) ، وهو مطابق لما في سنن أبي داود.
(٤) انظر : سنن أبي داود : ٢. ٦٤٨. ولكنه ورد بلفظ : (أن يمثل). وأورده القرافي في ـ الفروق : ٤ ـ ٢٥٢ ، بلفظ : (من أحب أن يتمثل له الناس أو الرّجال قياما ...).
(٥) انظر : القرافي ـ الفروق : ٤ ـ ٢٥٢ ، والمتقي الهندي ـ كنز العمال : ٤ ـ ٤٣ ، حديث : ٩٦٧.